مع بدء العد التنازلي للقمة المرتقبة بين رئيسي الكوريتين والتي لم يتبقى على التئامها سوى عشرة أيام تعالت أمال في أن تحقق نجاحا فيما يخص المسائل المبرمجة للنقاش وعلى رأسها إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وحتى تمهد الطريق للقاء بذات الأهمية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. وذكرت تقارير كورية جنوبية أن القمة المرتقبة بين الزعيمين الكوريين الجنوبي مون جيه إن والشمالي كيم جونغ أون في 27 أبريل الجاري، "مختلفة بكل المقاييس"، من حيث الزمان والمكان والأجندة. فقد عقدت القمتان الأولى (عام 2000) والثانية (عام 2007) في بيونغيانغ، في حين ستعقد القمة الثالثة -التي وصفتها وسائل إعلام كورية جنوبية بأنها "تاريخية"- في منطقة "بانمونجوم" الحدودية في كوريا الجنوبية. انعقاد القمة ب"بانمونجوم" وهو المكان الذي يرمز إلى الانقسام والمواجهة العسكرية في شبه الجزيرة الكورية كان الجانب الكوري الجنوبي الأول من اقترحه وقبل به الرئيس كيم جونغ أون عندما قام المبعوثون الخاصون الكوريون الجنوبيون بزيارة إلى الشمال من 5 إلى 6 مارس الماضي. وإذا عقدت القمة كما هو مخطط لها، فإن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سيكون أول زعيم كوري شمالي يدخل الأراضي الكورية الجنوبية منذ الحرب الكورية 1950-1953 . أما على صعيد الأجندة، فستناقش القمة المرتقبة بين كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، وفقا لما ذكرته وكالة "يونهاب" للأنباء مسألة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، في ظل تزايد اختبار بيونغ يانغ لمنظومتها الصاروخية. وقالت حكومة كوريا الجنوبية، إن بنود جدول الأعمال الرئيسية للقمة ستكون على الأرجح نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وطرق إنشاء نظام سلام في شبه الجزيرة الكورية، وتحسين العلاقات الكورية. وبينما يمثل نزع الأسلحة النووية بندا رئيسيا على أجندة القمة الثالثة، فإن القمتين السابقتين ركزتا بشكل أساسي على تطوير العلاقات بين الكوريتين وإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية. ويأمل كثيرون في أن تلعب قمة كيم - مون دورا توجيهيا في القمة المرتقبة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة في نهاية مايو أو مطلع يونيو المقبلين. وفي هذا الإطار، قال الرئيس مون خلال اجتماعه مع مستشاريه الخميس الماضي أنه "يتعين علينا عقد قمة بين الجنوب والشمال بنجاح، حتى تؤدي أيضا إلى نجاح قمة الشمال والولاياتالمتحدة". وأشار رئيس كوريا الجنوبية إلى أن لقاءه مع زعيم كوريا الشمالية سيمثل بداية الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية من بيونغ يانغ، لكن ذلك بالتأكيد لن يكون النهاية. -قمة الكوريتين: وضع حجر الزاوية للسلام ونزع النووي في شبه الجزيرة الكورية- وتستعد شبه الجزيرة الكورية للقمة التاريخية بين الزعيمين الكوريين الجنوبي والشمالي بعد التقارب بين البلدين التي انطلقت مع مشاركة وفد من كوريا الشمالية في الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافها الجنوب، في بيونغ تشانغ، مطلع العام الحالي. وانطلاقا من النقاط المدرجة على جدول أعمالها فقد أصدرت الحكومة الكورية الجنوبية بيانا، أكدت فيه على أهمية هذه القمة التي أسمتها قمة السلام "قمة بانجوم"، تأكيدا منها في وضع حجر الزاوية للسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية. وفي حال أدى اللقاء إلى جعل كوريا الشمالية منطقة خالية من الأسلحة النووية وتطبيع العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن، فإنه سيكون -كما تقول الوزارة الكورية الجنوبية - بمثابة اختراق لإحلال السلام في العالم أيضا، رغم ذلك فقد أعتبرت سيول إلى انه "ثمة العديد من المنعطفات الحرجة التي تنتظر الجانبين على الطريق نحو نزع السلاح النووي والتسوية السلمية في شبه الجزيرة الكورية، ولا بد من وضع حجر الزاوية للسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية خطوة بخطوة، أثناء المشاركة في المحادثات مع كوريا الشمالية، والعمل في الوقت نفسه مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة". كما جاء في بيان الحكومة الكورية الجنوبية "إننا نقف أمام فرصة لا تقدر بثمن لإنجاز نزع السلاح النووي، والتوصل إلى تسوية تجلب السلام إلى شبه الجزيرة الكورية، وتفتح الطريق نحو الرخاء المشترك في الكوريتين" معتبرة بالقول "سوف يعتمد نزع السلاح النووي الأساسي في شبه الجزيرة الكورية والتوصل إلى تسوية تجلب السلام إليها على ما كنا سننجح في اغتنام هذه الفرصة. ولم يكن من قبيل الصدفة أننا استطعنا أن نخلق هذه الفرصة فقد أصبحت ممكنة فقط لأنها الطريق الصحيح الذي ينبغي أن نسلكه". تجدر الإشارة إلى أن تقرير أصدرته اللجنة التحضيرية لمحادثات القمة اظهر ان الكوريتين عقدتا محادثات ثنائية 360 مرة في قرية الهدنة بانمونجوم حتى الآن منها 17 جلسة للتحضير لمحادثات القمة المزمعة بينهما. وحسب التقرير الذي نشرته وزارة الوحدة الكورية الجنوبية فقد أجريت 655 محادثة بين الكوريتين حتى الآن منها 360 ببانمونجوم.