نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الجزائرية السبت 28 أبريل 2018 12:53 أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الجمعة، التزامهما بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وأكد بيان صادر عن القائدين "نهاية الحرب الكورية هذا العام"، و"تغيير اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاقية سلام". وأضاف البيان: "لن تنشب حرب أخرى في شبه الجزيرة الكورية. اتفقنا على وقف كل الأعمال العدائية تماما برا وبحرا وجوا". وأوضح أن الكوريتين ستعملان على تحويل المنطقة المنزوعة السلاح إلى "منطقة سلام". وشددت الكوريتان على العمل على الحد من التسلح تدريجيا، مع بناء الثقة وخفض التوترات العسكرية. هذا وكان قد جلس الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن وجهاً لوجه على طاولة بيضاوية، لبدء قمتهما التاريخية وفقاً لصور بثها التلفزيون. واللقاء الذي يُعقد في بيت السلام، بالجزء الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل شبه الجزيرة الكورية، هو الثالث من نوعه منذ نهاية الحرب الكورية في عام 1953. واستقبل الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون، وتبادل الاثنان الابتسامات وتصافحا بالمنطقة منزوعة السلاح بين البلدين، في أول قمة للكوريتين منذ أكثر من عقد. وقال كيم قبل أن يبدأ هو ومون وكبار مساعديهما المحادثات: "إننا اليوم عند خط بداية، حيث يسطَّر تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات بين الكوريتين". ومن المتوقع أن يناقش مون وكيم نزع السلاح النووي والعلاقات بين الكوريتين، كما سيغرسان شجرة تذكارية في قرية بانمونجوم الحدودية. وقال كيم: "اليوم وبدلاً من التوصل إلى نتائج لن نتمكن من تنفيذها مثلما حدث في الماضي، فإننا يجب أن نحقق نتائج جيدة من خلال الحديث بصراحة بشأن القضايا الحالية والقضايا ذات الأهمية". وأخفقت قمتان سابقتان بين زعيم الشمال ورئيس الجنوب، وكانا في بيونغ يانغ عامي 2000 و2007، في وقف برامج الأسلحة الكورية الشمالية أو تحسين العلاقات بشكل دائم. وقال الرئيس الكوري الجنوبي لنظيره الكوري الشمالي إنه يأمل التوصل إلى "اتفاق جريء"، وذلك في بداية القمة التاريخية بينهما الجمعة. وأضاف مون جاي-إن: "آمل أن نُجري محادثات صريحة وأن نتوصل إلى اتفاق جريء، من أجل أن نُقدّم للشعب الكوري برمته وللناس الذين يريدون السلام هدية كبيرة". وتوجه مون إلى مكان القمة في موكب كبير وتوقف قليلاً لتحية العشرات من مؤيدي القمة بين الكوريتين والذين لوحوا بأعلام كوريا الجنوبية قرب البيت الأزرق الرئاسي. وتجمع مئات المتظاهرين وسط سيول منذ الصباح الباكر؛ إما للاحتجاج على القمة وإما للتعبير عن دعمهم لها. عبور غير متوقع للرئيس الجنوبي إلى الشمال واستقبل مون، كيم عند خط ترسيم الحدود العسكرية، ليصبح كيم بذلك أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953. وفي لفتة عفوية، دعا كيم الرئيس الكوري الجنوبي لعبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الكوري الجنوبي من الحدود. وحصل كيم ومون على باقتي ورود من صبي وفتاة من كوريا الجنوبية. وسار الزعيمان على سجادة حمراء وكان في انتظارهما حرس الشرف الكوري الجنوبي في الزي التقليدي ،فيما عُزفت موسيقى تقليدية. وتوقف كيم للتوقيع في دفتر الزوار ب"بيت السلام" بكوريا الجنوبية قبل أن يبدأ جلسة خاصة مع مون. وكتب كيم باللغة الكورية في الدفتر: "تاريخ جديد يبدأ الآن. عهد من السلام" ثم ترك توقيعه والتاريخ. وقال مون مع بدء المحادثات الرسمية: "أتمنى أن نتمكن من الحديث بصراحة والتوصل لاتفاق لمنح الكوريين وشعوب العالم الطامحة في السلام هدية عظيمة". البيت الأبيض يعلق آماله على قمة الكوريتين وقال البيت الأبيض في بيان مع بدء قمة الكوريتين، إن الولاياتالمتحدة تأمل أن تحرز المحادثات بين كيم ومون تقدُّماً في سبيل تحقيق السلام والرخاء. وأضاف أنه يتطلع إلى مواصلة المناقشات مع كوريا الجنوبية استعداداً للاجتماع المزمع بين ترامب وكيم في الأسابيع المقبلة. وأضاف أن "الولاياتالمتحدة تُقدّر التنسيق الوثيق مع حليفتنا، جمهورية كوريا، وتتطلّع إلى مواصلة المناقشات القوية استعداداً للاجتماع المقرر بين الرئيس دونالد جي. ترمب وكيم جونغ-أون في الأسابيع المقبلة". وتابع بيان البيت الأبيض: "لمناسبة الاجتماع التاريخي لرئيس جمهورية كوريا مون جاي-إن مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، نتمنى الحظ الموفق للشعب الكوري". ومن المتوقع أن يلتقي ترمب وكيم في أواخر ماي أو جوان 2018. وقال الرئيس الأميركي، الخميس، إنه يفاضل بين عدد من المواعيد والمواقع المحتملة للقاء. وكانت الكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية؛ إذ انتهت الحرب الكورية بهدنة لا معاهدة سلام. ويوجد 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية ضمن إرث الحرب الباردة بين الجنوب والولاياتالمتحدة والأمم المتحدة من ناحية والشمال المدعوم من الصين وروسيا من ناحية أخرى.