تسود أجواء رمضانية بمراكز الطفولة المسعفة و دور المسنين بالجزائر العاصمة بفضل جهود القائمين على تلك المراكز لاستحضار كل ما من شأنه أن يميز الشهر الفضيل, الا أن الحرمان من الدفء العائلي يبقى حائلا بين المقيمين هناك وبين متعة الشعور بالأجواء الخاصة بهذا الشهر المميز. يتقاسم مركز دار المسنين بدالي ابراهيم, ومركز الاسعاف الاجتماعي بذات البلدية و مركز الطفولة المسعفة و كذا مركز اعادة التربية بالابيار مع البيوت الجزائرية رائحة الاطباق الرمضانية و تسود هذه المراكز حركية مميزة خلال هذا الشهر, حيث أن المقيمين بها يوجدون على موعد كما في كل يوم من أيام رمضان مع مائدة افطار يصفونها "بالشهية و الحميمية " , بالرغم من أنها تبقى مبتورة من شيء اسمه "الدفئ العائلي". فبمركز رعاية المسنين بدالي ابراهيم تتقاسم السيدات يومياتهن في أجنحة و غرف حاولت كل واحدة منهن ان تضع فيها بصمتها الخاصة لتتذكر انها كانت يوما ما "اما و ربة بيت او اختا و بنتا", قبل ان تتغير الظروف ومجريات الحياة لتصل بها للاسف الى دار رعاية المسنين. و ذكر ان 25 حالة تم التكفل بها و اعادتها الى ولاياتها الاصلية في غضون شهر من اليوم , الا ان اعوان المركز و العاملين في الفرق المتنقلة التي تجوب العاصمة للتكفل بالمشردين لاحظت --حسبه--عودة بعض المحولين الى ولاياتهم في ظرف 24 ساعة. و قال السيد العيشي ان كل الظروف والجهود تسخر لخدمة هذه الفئة لاسيما خلال الشهر رمضان , مضيفا انه و بغض النظر عن الدوافع او الحالة التي اوصلت هؤلاء الى ما هم عليه , الا ان حقهم يبقى قائما في الحصول على الطعام و المأوى الذي يحميهم من مصاعب الحياة في الشوارع لاسيما بالنسبة للسيدات وخصوصا الامهات العازبات. وبمركز الطفولة المسعفة بالابيار قالت السيدة كراجة فاطمة الزهراء مديرة المركز ان هذا الأخير يعرف ''حالة تشبع '' و "ضغط كبير", لاسيما بعد ان اصبح يستقبل الفئات العمرية التي تزيد عن 6 سنوات كما كان سابقا, حيث تصل اعمار المقيمين بالمركز الى 25 سنة و غالبيتهم من ذوي الاحتياجات الخاصة او يعانون من اضطرابات عقلية و لا يوجد اي شخص في العائلة للتكفل بهم. و اضافت في معرض طرحها للمشاكل التي يعرفها المركز ان "قلة المورد البشري ( الموظفين و المؤطرين ) يعد ايضا عائقا امام التكفل الحسن بالمقيمين" , مشيرة الى ان هذا المرفق يضم حاليا 74 حالة مسعفة, فيما تصل قدرته الى 100 حالة لو خصص المركز للفئة العمرية الأقل من سن السادسة. و أوضحت في هذا الموضوع ان "تشبع مراكز المحمدية و عين طاية دفع بمركز الابيار لفتح ابوابه لشرائح اخرى من غير الطفولة المسعفة". و بالرغم من كل ذلك يحرص القائمون على المركز--تضيف السيدة كراجة-- على توفير اجواء رمضانية مشابهة الى حد بعيد لتلك التي تحظى بها اي عائلة عادية. من جهتهم يسعى القائمون على مركز اعادة التربية بالابيار لخلق جو رمضاني لفائدة اطفال لا يزيد عمر اكبرهم عن 14 سنة, اطفال وجدوا انفسهم بالمكان بامر قضائي كحماية لهم من ظروف اجتماعية قاهرة . وقالت السيدة جبالي فريدة وهي نائب رئيس المجلس الشعبي لولاية الجزائر مكلفة بلجنة الشؤون الاجتماعية في تصريح ل /واج ان تنظيم هذه الزيارة الميدانية و تحديدا في شهر رمضان جاء من اجل الاطلاع عن كثب على وضعية المقيمين, مضيفة ان توصيات سترفع الى المجلس الولائي بناءا على الملاحظات المسجلة خلال هذه الزيارة.