وقد زاولت رفيدة دراستها بولاية وهران في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط ثم انتقلت إلى التعليم الثانوي بثانوية الطيبي العربي بمدينة سيدي بلعباس وقد اختارت شعبة اللغات الأجنبية وهي التي نجحت في تحقيق معدلات جيدة طيلة مشوارها الدراسي متحدية إعاقتها وفارضة نفسها كتلميذة عادية تتميز بقدرات خاصة. "سجلت في شعبة اللغات وتحصلت على معدلات جيدة لاسيما في اللغة الإسبانية ولم أواجه أي صعوبات " تقول رفيدة مضيفة "أنا لا أعتبر نفسي معاقة بصريا فأنا أستطيع تحقيق كل ما أصبوا إليه مؤمنة بقدراتي على تخطي الإعاقة وكلي طموح في بناء مستقبل زاهر". ولم يكن لرفيدة أن تحقق نتائج مرضية في مشوارها الدراسي بمفردها فحتى أساتذتها كان لهم الفضل في ذلك وساهموا بشكل كبير في شحذ همتها من أجل تحقيق المزيد من النجاح , حسب ما أكدته ذات المتحدثة مشيرة إلى أن معاملة أساتذتها لها جعلتها تحس أنها تلميذة كغيرها من الأصحاء تتمتع بقدرات خاصة جعلتها مميزة في دراستها. ولأن رفيدة كانت محاطة برعاية مميزة من أهلها وذويها وأساتذتها والمقربين منها استطاعت هذه التلميذة النجيبة من فرض نفسها وبناء شخصية قوية جعلتها تتعامل مع الناس بشكل عادي متناسية الإعاقة البصرية التي لازمتها منذ الولادة. وفي ما يتعلق بالمراجعة لهذا الامتحان المصيري لكل التلاميذ أكدت رفيدة أنها كانت مراجعة عادية بعيدة عن التوتر والإرهاق المفرط حيث كانت تبرمج حصص مراجعة منتظمة بشكل عادي مستعينة بكتب خاصة بالمكفوفين فضلا عن الدروس الخصوصية التي أجرتها طيلة العام وساعدتها على تنظيم وقتها في المراجعة , وفق ما ذكرته. وتطمح المترشحة رفيدة الى نيل شهادة البكالوريا بمعدل جيد يسمح لها بتحقيق حلم لطالما راودها وهي أن تصير يوما ما مترجمة في اللغة الإسبانية. ولأن العلم نور لم تذخر رفيدة جهدا في ذلك متخطية الإعاقة وبإرادة وعزيمة من حديد تواصل التلميذة اجتياز امتحان البكالوريا وكلها أمل في تحقيق حلمها وإسعاد أهلها لتكون بذلك مثالا يقتدى به في الصبر والمثابرة و الاعتماد على النفس رغم الإعاقة التي لم ولن تكبح طموحها .