وستكون الفرصة سانحة للعاصمة الجزائرية, من خلال استقبالها لهذه الالعاب, لتأكيد قدراتها التنظيمية و نجاحها في احتضان المواعيد الرياضية الكبرى, مثل ما كان الشأن في الألعاب الافريقية التي استضافتها مرتين (1978 و 2007), وهي المنافسة التي لاقت ترويجا اعلاميا كبيرا مقارنة بالألعاب الافريقية للشباب التي لم تحظ بنفس الاهتمام الاعلامي باعتبار انها تقتصر على الفئة العمرية ما بين 14 و 18 سنة, التي يمكن القول انها توجد حاليا في مرحلة صقل مواهبها تحسبا للتألق في السنوات المقبلة. وتولدت فكرة اقامة العاب افريقية للشباب عن رئيس جمعية اللجان الوطنية الاولمبية بإفريقيا -آنذاك -, الايفواري لاسانا بالينفو الذي اطلق هذه المبادرة سنة 2006, قبل ان يحصل بتاريخ 3 فبراير 2010 على الموافقة النهائية من قبل المجلس الاعلى للرياضة بإفريقيا على اقامة هذه التظاهرة الرياضية الشبانية كل اربع سنوات. ويتمثل هدف جمعية اللجان الوطنية الاولمبية الافريقية من خلال تفكيرها في انشاء هذه الالعاب, في خلق مساحة مناسبة للطاقات الرياضية الشبانية في القارة السمراء للالتقاء في فضاء تنافسي مناسب يتيح لها الفرصة لتقييم قدراتها و مقارنة مستواها مع نظرائها في مختلف البلدان المشاركة, بالإضافة الى انها فرصة سانحة للقائمين على الرياضة بإفريقيا من أجل أخذ فكرة على مؤهلات القارة في المجال, من منطلق ان الفئة العمرية المشاركة في هذه الالعاب هي حتما من ستتشرف بحمل مشعل رياضة بلدانها في المحافل الدولية في المستقبل. اقرأ أيضا: الألعاب الإفريقية للشباب-2018 : 432 رياضي جزائري من أجل التألق و سيبقى الهدف الاسمى من تنظيم مثل هاته التظاهرات الرياضية هو ارساء و ترسيخ المبادئ الاولمبية السامية في اوساط هذه الشريحة الهامة و الفاعلة في المجتمع, التي يتعين عليها حمل مشعل الرياضة في بلدانها, وهي مشبعة بقيم اولمبية خالدة صالحة لكل زمان ومكان كالسلام و الشجاعة و التسامح و احترام الآخر و النزاهة. و تشرفت العاصمة المغربية الرباط باحتضان الطبعة الاولى من هاته الالعاب الرياضية في الفترة الممتدة من 13 الى 18 يوليو 2010 بمشاركة حوالي 1008 رياضي من 40 دولة, تنافسوا عبر 16 اختصاصا رياضيا. وعادت الصدارة في هذه الدورة لتونس التي فازت بمجموع 28 ميدالية منها 10 ذهبيات. وكانت دورة الالعاب الافريقية للشباب بالرباط مؤهلة للألعاب الاولمبية للشباب التي جرت بسنغافورة في نفس السنة. بعد الرباط, حطت قافلة الألعاب بعد اربع سنوات رحالها بالعاصمة غابورون (بوتسوانا) التي استضافت الطبعة الثانية في الفترة الممتدة من 22 الى 31 مايو 2014. وشهدت هذه الدورة مشاركة حوالي 2500 رياضي و رياضية يمثلون 54 دولة افريقية حيث تنافسوا عبر 20 اختصاصا. و اتسمت هذه الالعاب بسيطرة مصرية شبه مطلقة, بعد احتلالها للمركز الاول بمجموع 92 ميدالية منها 45 ذهبية, متبوعة في المركز الثاني بتونس بمجموع 96 ميدالية منها 41 ذهبية ثم نيجيريا في المركز الثالث ب42 ميدالية منها 19 من المعدن النفيس. و اقتطعت احسن العناصر في هذه الدورة تأشيرة مرورها الى الالعاب الاولمبية للشباب التي جرت بمدينة نانجينغ (الصين). و أنهت الجزائر مشاركتها في دورة غابورون في المركز الرابع بمجموع 48 ميدالية (15 ذهبية و 22 فضية و 11 برونزية), ليتم بتاريخ 30 مايو من سنة 2014, التوقيع على اتفاقية تنظيم الجزائر للنسخة الثالثة في 2018, بين رئيس اللجنة الاولمبية و الرياضية الجزائرية مصطفى براف و رئيس جمعية اللجان الوطنية الاولمبية بإفريقيا -آنذاك -, الايفواري بالينفو. وعلى غرار الطبعتين السابقتين, ستكون نسخة الجزائر مؤهلة هي الاخرى للألعاب الاولمبية المقبلة للشباب بالأرجنتين, ما يعني ان المنافسة ستكون في دورة الالعاب الافريقية على اشدها بين رياضيين يطمحون جميعا الى التواجد ضمن قائمة المشاركين في العرس الرياضي الاولمبي لفئتهم بالعاصمة بوينوس آيرس. جدير بالذكر ان دورة الجزائر حطمت لحد الآن كل الارقام من خلال تسجيلها حضور حوالي 3000 رياضي و رياضية يمثلون 54 دولة مشاركة سيتنافسون عبر 30 اختصاصا, حسب أرقام المنظمين.