سيكون الوفد الرياضي الجزائري مطالبا بالاجتهاد كثيرا لرفع التحدي باستعمال كل إمكانياته لتحقيق أهدافه في الألعاب الإفريقية للشباب، بالصعود فوق منصة التتويج، بعدما كشفت الوفود المشاركة عن قوتها العددية في حفل الافتتاح، الذي نظم مساء أول أمس، بملعب العاصمة البوتسوانية (غابورون). بخلاف الانطباع الذي كان سائدا، فإن الوفود المشاركة في الألعاب الإفريقية للشباب، حملت على محمل الجد الموعد القاري الذي تشترك فيه، من خلال كشفها عن قوتها العددية، ما يعكس رغبتها في المشاركة في كل الرياضات المبرمجة، ومثلما كان متوقعا، فإن وفد جنوب إفريقيا فاجأ الجميع، بطول موكب ممثليه عند مرورهم بالمضمار في الملعب في حفل الافتتاح، ونفس الأمر ينطبق على وفود نيجيريا وناميبيا ومالي وتونس ومصر، وجاءت المفاجأة من ليبيا التي تشترك في الدورة بتعداد كبير، أعطى الانطباع أن البلد لا يعرف اضطرابات أمنية.وسيكون الصراع محتدما في رياضتي السباحة وألعاب القوى، بين البلدان المشاركة في الاختصاصين، ليس لأن هاتين اللعبتين هما أفضل الألعاب المبرمجة، وإنما لأنهما يضمان العديد من السباقات، ما يجعل عدد الميداليات التي تمنح فيهما الأكبر على الإطلاق، (سباحة 45 ميدالية ذهبية) و(ألعاب القوى 44 ميدالية ذهبية)، وأيضا لأنهما يعدان رياضتين مؤهلتين إلى أولمبياد الصين (2014)، ولحسن حظه، فإن الوفد الجزائري استقدم عددا كبيرا من العدائين والسباحين، ورهانه الكبير يبقى على هؤلاء للحصول على الميداليات، خاصة بعدما قامت لجنة التنظيم بتحسين ظروف إقامة الرياضيين الجزائريين وتوفير لهم ظروف التحضير الجيد في القاعات قبل الدخول إلى المنافسات الرسمية، كما بدأ الرياضيون يتعودون على ظروف العيش في الحي الجامعي، مكان إقامتهم، وسط ارتياح المسؤولين بإمكانية الحصول على نتائج أفضل مما حصل عليه الوفد الجزائري في الدورة الأولى بالرباط (2010). حفل افتتاح يفاجئ الحاضرين أعطت بوتسوانا صورة مخالفة عن الصورة التي تكونت لدى الوفود المشاركة في الألعاب الإفريقية، في الأيام الأولى التي سبقت الانطلاقة، بعد نجاحها في تنظيم حفل الافتتاح، نال إعجاب الحاضرين، وحتى وإن كان الأجانب هم الذين سهروا على الجوانب الفنية للحفل، الذي قام فيه بطل دورة الألعاب الأولى، في سباق ال800 متر، أموس ليغال، بإشعال شعلة الألعاب، في الحفل الذي دام قرابة 45 دقيقة، بحضور رئيس بوتسوانا سيريتس خاما إيان خاما، وعرف الحفل إقامة رقصات على إيقاع الموسيقى المحلية، وصنع الشباب البوتسوانيون لوحات فنية جميلة بالألوان تحت الأضواء الكاشفة، عكست عمق تقاليد البلد بكل أبعادها البيئية والحيوانية والفلاحية والثقافية والفنية، في الوقت الذي كانت فيه سماء الملعب تعرف تحليق طائرة مدنية وطائرتين عموديتين عسكريتين، أثارت فضول المدعوين، قبل إطلاق سلسلة من الألعاب النارية، التي زينت سماء العاصمة البوتسوانية، وتم تقليد خلال الحفل الرئيس البوتسواني، بوسام الاستحقاق الأولمبي، نظير موافقته على احتضان الدورة الثانية للألعاب الخاصة بالشباب، وكان المغرب أول وفد دخل إلى الملعب، ومرد ذلك، إلى كون المغرب هو البلد الذي استضاف أول دورة، فيما حلت الجزائر ثانية بعد المغرب في ترتيب الوفود التي تدخل إلى الملعب، والسبب يتمثل في كون الجزائر هي البلد الذي سيحتضن الدورة الثالثة (2018)، وكانت وفود البلدان التي لها حدود مشتركة مع بوتسوانا أكثر البلدان ترحيبا لدى الجماهير البوتسوانية، وكان الوفد البوتسواني آخر الوفود التي دخلت إلى الملعب، مرفوقا بالمؤطرين الذين يتولون تنظيم الألعاب، وفور دخوله، التهبت المدرجات بالهتافات للترحيب به. بيراف ينزل ضيفا على رئيس بوتسوانا نزل رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، أول أمس، ضيفا على رئيس بوتسوانا، سيريتس خاما إيان خاما، بحكم أنه يشغل منصب النائب الأول لرئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية رفقة رئيس هذه الهيئة، الإيفواري، لاسانا بالينفو. وتبادل المسؤولون ظروف استقبال الوفود المشاركة في الألعاب، واستفسر الرئيس البوتسواني عن ظروف التحضيرات للموعد القاري وطموحات الشباب الإفريقي.