كرمت جمعية مشعل الشهيد، اليوم الثلاثاء بالجزائر، المجاهد مصطفى مكاسي، أول أمين عام للهلال الأحمر الجزائري وأحد مؤسسي المنظمة سنة 1956 إبان حرب التحرير الجزائرية. وتم تعيين المجاهد والطبيب مصطفى مكاسي رسميا أمينا عاما للهلال الأحمر الجزائري في 29 ديسمبر1957 علما أن فكرة إنشاء المنظمة من قبل لجنة التنسيق والتنفيذ قد بدأت سنة 1956 . وكان للمجاهد مكاسي، المتحصل على شهادة الدكتوراه في الطب من جامعة الجزائر في 9 جويلية 1949، دورا كبيرا في إسماع صوت الجزائر إبان حرب التحرير من خلال الهلال الأحمر الجزائري علما أنه التحق بصفوف حرب التحرير منذ بداية الثورة. كما كان له، قبل تأسيس الهلال الحمر الجزائري، دور في تكوين العديد من الجزائريين في مجال الصحة العسكرية كما اخذ على عاتقه مسؤولية معالجة الجرحى من عناصر جيش التحرير الوطني آنذاك من بينهم المدير العام للأمن الوطني الحالي مصطفى لهبيري. وعالج أيضا عدد كبير من الجرحى الفرنسيين الأسرى من قبل جيش التحرير إبان حرب التحرير.وبعد الاستقلال، فضل المجاهد العودة إلى مهنته الأصلية حيث فتح عيادة بالعاصمة كما ألف ما لا يقل عن 12كتاب في مواضيع مختلفة أهمها حول العلاج وتاريخ الطب. وفي محاضرة له، تطرق الباحث في التاريخ، عاشور محفوظ إلى البعد الإنساني للثورة الجزائرية التي "لم يغادرها بالرغم من كل التجاوزات التي اقترفتها السلطات الاستعمارية في حق الجزائريين". وأوضح أن تقارير منظمة الصليب الأحمر الدولي آنذاك تثبت "المعاملة الحسنة التي كان يتلقاها الجنود الفرنسيين الأسرى والجرحى من قبل جيش التحرير" في وقت كانت فيه فرنسا تدوس، بالسجون والمحتشدات، على كل القوانين والاتفاقيات التي أمضتها والمتعلقة بحقوق الإنسان كما قال.