يجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين بممثلين عن النقابات العمالية ومسؤولين محليين من أجل الاستماع إلى مطالبهم على خلفية مظاهرات "السترات الصفراء", فيما ينتظر ان يلقي خطابا للأمة عند الثامنة مساء بتوقيت باريس لم تتسرب حتى الان أية تفصيلات حول المقترحات التي يمكن أن يتضمنها لتجاوز الازمة. وقال مصدر بالرئاسة الفرنسية ان "الرئيس ماكرون يريد جمع كل الأطراف السياسية والمحلية والقوى الاقتصادية والاجتماعية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من أجل سماع صوتها ومقترحاتها بغية تعبئتها للقيام بإجراء". كما أعلن الإليزيه أن الرئيس ماكرون سيلقى خطابا إلى الأمة يتناول خلاله أزمة "السترات الصفراء" الثامنة مساء بتوقيت باريس الاثنين. وأفادت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية بأن رئيس الوزراء إدوارد فيليب وتسعة وزراء سيحضرون إجتماع الرئيس ماكرون. وكان إدوار فيليب تعهد أمس الاحد أن تعالج الحكومة المخاوف بخصوص ارتفاع كلفة الحياة, وقال أن "الحوار بدأ ويجب أن يتواصل". كما أشار الى ان الرئيس الفرنسي سيقدم إجراءات ستدعم هذا الحوار. وتجنب الرئيس الفرنسي الظهور خلال الاحتجاجات وقد تعرض لانتقادات لكونه "منفصلا" عن واقع وكفاح المواطن العادي كما يقول المحتجون الذين دعا العديد منهم لاستقالته. ويأتي اجتماع اليوم قبل خطاب تلفزيوني لماكرون من المتوقع أن يعلن خلاله عن تدابير تتخذها الحكومة الفرنسية ردا على مطالب المحتجين. وتوقعت وزيرة العمل, مورييل بينيكو, أن يعلن الرئيس "إجراءات فورية وملموسة" ردا على الأزمة, لكنها استبعدت أي زيادة إضافية للحد الأدنى للأجور, الأمر الذي يندرج ضمن مطالب الحركة الاحتجاجية. من جانبه, قال المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو في تصريحات صحفية امس أن "الرئيس ايمانويل ماكرون سيصدر بالطبع إعلانات مهمة" دون اية اضافات. وبعد اجتماع مع ممثلي "السترات الصفراء" الأسبوع الماضي, وافقت الحكومة الفرنسية على إلغاء زيادة الضرائب على الوقود, وجمدت أسعار الكهرباء والغاز لعام 2019 لكن القرارات فشلت في خفض غضبهم حيث خرجوا أول أمس السبت بأعداد مماثلة لمظاهرة الأسبوع الماضي. --احتجاجات ذوي "السترات الصفراء" "كارثة" للاقتصاد الفرنسي-- وبدأت حركة "السترات الصفراء" للاعتراض على قرار الحكومة بزيادة ضرائب على وقود الديزل, الذي يستخدمه بشكل واسع سائقو السيارات في فرنسا وظل لوقت طويل يحظى بضريبة أقل من بقية أنواع الوقود الأخرى. وارتفت اسعار الديزل بنحو 23 في المئة خلال الأشهر ال 12 الماضية, وتسبب قرار الرئيس ماكرون بفرض زيادة 6.5 سنتا على الديزل و 2.9 سنتا على البنزين بدءا من الأول من يناير القادم في انطلاق حركة الاحتجاجات. وشهدت فرنسا أربعة أسابيع من الاحتجاجات العنيفة ضد رفع ضريبة الوقود, وتكاليف المعيشة وغيرها من القضايا. وقد تضررت العاصمة باريس بشكل خاص من أعمال النهب والتخريب التي طالت عدة محلات تجارية خلال مظاهرات السبت. ووصف وزير المالية الفرنسي, برونو لومير, احتجاجات ذوي "السترات الصفراء" بأنها "كارثة" للاقتصاد الفرنسي, مضيفا قوله "لابد أن نتوقع تباطؤا جديدا في النمو الاقتصادي في نهاية العام نتيجة احتجاجات السترات الصفراء". ويطلق على متظاهري "السترات الصفراء" هذا الاسم لأنهم نزلوا إلى الشوارع وهم يرتدون السترات من هذا اللون والتي يفرض القانون الفرنسي وجودها في أي سيارة وترتدى ليلا على الطرق لكي توضح الرؤية لقائدي السيارات المارة ومنع وقوع حوادث.