تم إبراز ممارسات الحرب النفسية للمستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية المجيدة خلال ندوة انتظمت يوم الأربعاء بتلمسان بمناسبة إحياء الذكرى ال 58 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960. وأشار أستاذ التاريخ بجامعة "أبي بكر بلقايد" لتلمسان بوجلة عبد المجيد خلال مداخلته في هذا اللقاء الذي تمحور حول السياسات القمعية للمستعمر الفرنسي في الجزائر، أن الحرب النفسية للمستعمر الفرنسي والتي أخذت أشكالا متعددة كالدعاية المغرضة باستعمال وسائل الإعلام وإشاعة الرعب وزرع الشك في نفسية الجزائريين والدفع إلى التصفية الجسدية والمناشير والبيانات التي كانت توزع على السكان وتعلق في الجدران وترمى من الطائرات لزعزعة الثقة الكبيرة التي كانت بين جبهة التحرير الوطني والشعب الجزائري إضافة إلى مشاريع أخرى، ظلت تخطط لإجهاض الثورة. وأضاف السيد بوجلة أن "العمل البسيكولوجي للدوائر الأمنية و العسكرية الاستعمارية خلال ثورة التحرير كانت تعمل من أجل تدمير الذات وإثارة روح الاستسلام لدى الشعب الجزائري، فكان رد قادة الثورة باستحداث جهاز المحافظ السياسي الذي كان قمة في التكوين وكان يقوم بتوعية الجزائريين عبر القرى والمداشر بأهمية الالتفاف حول الثورة ومساندتها". ومن جهته أبرز أستاذ التاريخ من نفس الجامعة أحمد بن داود أن" المعتقلين الجزائريين الذين كانوا في السجون إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية تعرضوا لمختلف أشكال التعذيب والتنكيل بهدف تحطيم معنوياتهم و ضرب قدراتهم العقلية"، مشيرا إلى أن المساجين الجزائريين صمدوا لكل أشكال التعذيب مؤكدين للمستعمر الفرنسي أنه لن يستطيع هزم الشعب الجزائري بسياسته العدوانية لأنه ملتف حول قضيته. وتضمنت هذه الندوة المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ، بالتنسيق مع جامعة تلمسان، عرض الفيلم الوثائقي "على أثار المحتشدات " للمخرج السعيد عولمي الذي يصور الظروف المأساوية التي عاشها الجزائريون جراء الممارسات القمعية للمستعمر. وتم كذلك تنظيم معرض لصور أهم المراجع التي تطرقت لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 وصور أخرى عن الممارسات القمعية للجيش الفرنسي في القرى و الأرياف و عن أساليب التعذيب و التجارب النووية بجنوب البلاد.