أجرى وفد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) الذي يقوده خطري آدوه رئيس المجلس الوطني الصحراوي، يوم الإثنين، مشاورات بالعاصمة الألمانية برلين مع المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية السيد هورست كوهلر، في جلسة مغلقة تحسبا للمائدة المستديرة الثانية التي ستنظم بسويسرا خلال شهر مارس الجاري. وذكرت وكالة الانباء الصحراوية، اليوم، أن الاجتماع الذي سبقه لقاء مع الطرف المغربي، يندرج في إطار "الإهتمام المستمر الذي يوليه المبعوث الشخصي للجهود الدؤوبة في سبيل التعجيل بإيجاد حل عادل للقضية الصحراوية تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي واللوائح ذات الصلة الصادرة في هذا الشأن، وتجسيدا للمسار الجديد الذي بدأه شهر أبريل 2018". وحسب المصدر، يعكس الاجتماع "الديناميكية النشطة" التي اعتمدها السيد كوهلر والقائمة على القطيعة مع حالة الجمود التي كانت تطبع الملف والتي راهن المغرب على استمرارها في سبيل تأبيد احتلاله للصحراء الغربية ساعد في ذلك شخصية المبعوث الشخصي نفسه ووزنه الدولي والموقف المؤازر لمجلس الأمن الذي كثف من جلساته للنظر في التطور الحاصل في مسار التقدم في الحل بما في ذلك تقليص عهدة بعثة المينورسو من سنة إلى ستة أشهر من أجل إبقاء القضية على طاولة المجلس. وكانت جبهة البوليساريو، وهي تحضر هذه المشاورات قد جددت التأكيد،على لسان ممثلها بالأممالمتحدة سيدي محمد عمار، "انخراطها الجدي والبناء في المفاوضات التي يشرف عليها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كوهلر، وحرصها ودفاعها المستميت عن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي خاصة حقه في تقرير المصير والاستقلال". للإشارة شارك في المشاورات كل من أمحمد خداد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو المنسق مع المينورسو ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، فاطمة المهدي الأمينة العامة السابقة لاتحاد النساء، و سيدي محمد عمار ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة ومحمد عالي الزروالي مستشار لدى الأمانة الوطنية. ويأتي هذا اللقاء المغلق بين هورست كوهلر و وفد جبهة البوليساريو في إطار الجهود الذي يبذلها المبعوث الاممي بهدف تفعيل العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وقد أوضحت مصادر صحراوية أن المسؤول الاممي قد التقى خلال الأسبوع الماضي، في نفس الإطار، مع وفد غربي بالعاصمة الفرنسية، باريس. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام قد أعلن في الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن بتاريخ 29 يناير الماضي ،عن نيته في دعوة طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، إلى إجراء مشاورات خاصة معه لنقاش عدة قضايا ذات الصلة بالعملية السياسية والتحضير للجولة الثانية من المحادثات المزمع عقدها بمدينة جنيف السويسرية خلال شهر مارس الحالي. وكانت جبهة البوليساريو قد أكدت على لسان ممثلها بالأممالمتحدة سيدي محمد عمار، دعمها القوي والمستمر لمساعي كوهلر واستعدادها الدائم للانخراط بروح بناءة وجدية في المسار التفاوضي تحت رعاية الأممالمتحدة بغية التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم يضمن للشعب الصحراوي حقه الثابت وغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال تماشيا مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة. وكان كوهلر قد نظم في شهر ديسمبر الماضي مائدة مستديرة أولى بعد ست سنوات من توقف المفاوضات حول وضع الصحراء الغربية. وكانت أخر مرة اجتمعت فيها جبهة البوليساريو و المغرب حول ذات المائدة من المفاوضات في شهر مارس 2012 بمانهاست (بالقرب من نيويورك)، والتي فشلت في الوصول إلى نتيجة إيجابية، ليبقى مسار السلام الأممي متوقفا بسبب العراقيل التي وضعها المحتل المغربي للحيلولة دون تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية و اللوائح الأممية الضامنة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وقد أعرب المبعوث الاممي عقب تنظيم المائدة المستديرة في شهر ديسمبر الماضي عن تفاؤله الكبير وأكد أن حلا سلميا في الصحراء الغربية يعتبر "ممكنا". إلا أن عراقيل لازالت قائمة وينبغي تجاوزها من اجل وضع مسار السلام بشكل نهائي على السكة على غرار عروض إجراءات الثقة التي رفضها المغرب خلال اجتماع جنيف.