أجرى وفد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) الذي يقوده خطري آدوه رئيس المجلس الوطني الصحراوي مشاورات ببرلين مع المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر الذي التقى في بحر الاسبوع الماضي في باريس وفدا عن المملكة المغربية. و يأتي لقاء السيد كوهلر مع الوفد الصحراوي تمهيدا للمائدة المستديرة الثانية المزمع تنظيمها مع طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب و جبهة لبوليساريو، خلال شهر مارس الجاري، من اجل تفعيل العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة لايجاد حل للقضية الصحراوية وفقا للوائح الاممية و ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرر مصيره. لقاءا باريس و برلين يعتبران محطتان جديدتان قبل الجولة الثانية من التفاوض التي يعتزم المسؤول الاممي من خلالها جمع طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، في غضون أيام. و تعتبر هذه الجهود تجسيدا للقطيعة مع حالة الجمود التي انتابت مسار التسوية، و ترجمة لإرادة التعجيل بإيجاد حل عادل للقضية الصحراوية تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي واللوائح ذات الصلة الصادرة في هذا الشأن. و نظم كوهلر شهر ديسمبر الماضي مائدة مستديرة أولى بعد ست سنوات من توقف المفاوضات حول وضع الصحراء الغربية. وكانت أخر مرة اجتمعت فيها جبهة البوليساريو و المغرب حول ذات المائدة من المفاوضات في شهر مارس 2012 بمانهاست (بالقرب من نيويورك)، والتي فشلت في الوصول إلى نتيجة إيجابية، ليبقى مسار السلام الأممي متوقفا بسبب العراقيل التي وضعها المحتل المغربي للحيلولة دون تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية و اللوائح الأممية الضامنة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وعلى اثر تقديمه لحصيلة حول نتائج المائدة المستديرة الاولى بجنيف، أمام مجلس الامن، تلقى كوهلر الدعم الكامل ودون تحفظ من اعضاء المجلس الذين اكدوا استعدادهم لتقديم الدعم اللازم له ليتمكن من أداء مهمته. و كان أعضاء مجلس الامن الدولي قد رحبوا بانعقاد المائدة المستديرة الاولى في ديسمبر 2018 في جنيف بمشاركة طرفي النزاع، المغرب و جبهة البوليساريو، بحضور البلدين المجاورين، الجزائر و موريتانيا.