واصل المترشحون الخمسة لرئاسيات 12 ديسمبر، في اليوم ال 17 من الحملة الانتخابية، استعراض مقترحاتهم لحل مختلف جوانب الأزمة التي تمر بها الجزائر مع تشديدهم على كون الانتخابات المقبلة مصيرية بالنسبة للبلاد و مستقبلها. و أكد رئيس و مرشح "طلائع الحريات"، علي بن فليس من سكيكدة على أن "الجزائر في مفترق الطرق، بين حل سياسي حقيقي يفتح كل الملفات ويعطي الإجابات الحقيقية للأسئلة الحقيقية، أو السياسات الترقيعية التي تبقي الجزائر في وضعها الصعب". و وصف بن فليس الاستحقاقات القادمة ب "المصيرية'' التي "ستفتح المجال للذهاب إلى مرحلة جديدة وتجاوز الممارسات القديمة التي أضرت بالبلاد"، ليتوجه إلى مجموع الناخبين داعيا إياهم إلى "الذهاب كرجل واحد يوم 12 ديسمبر لاختيار رئيس يكون مسؤولا وخادما للشعب". و قال بهذا الخصوص: "نريدها (الانتخابات) نظيفة لأن البلد يمر بأزمة خطيرة لا تحتمل غير ذلك". و في هذا الصدد، استعرض المتحدث المحاور الرئيسية لبرنامجه الانتخابي الذي يقترح دستورا جديدا يكرس الفصل بين السلطات ويمنح الشرعية لمؤسسات الدولة، بالإضافة إلى اعتماد اقتصاد سوق اجتماعي ومراعاة الفئات الهشة، مع ضمان استقلالية العدالة وتحرير الإعلام. وفي المحطة التالية من حملته الانتخابية لنهار اليوم، حل بن فليس بعنابة التي دعا منها إلى التحلي ب "الرصانة والحكمة" في التعامل مع المرحلة الحالية، محذرا من "محاولات تقسيم الجزائريين". و أكد المترشح أنه "جاء لإعادة الأموال المنهوبة للشعب"، معربا عن التزامه بالقضاء على الأزمة السياسية عبر "إضفاء الشرعية على مؤسسات الدولة من خلال رئيس و برلمان منتخبين ومجالس محلية سيتم انتخابها هي أيضا بعد التحضير لها". و من تبسة، رافع مترشح "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد من أجل التصدي لكل محاولات "تعكير الجو" و"تعفين" الانتخابات المقبلة من قبل بعض الأطراف التي "لا تزال تصطاد في المياه العكرة". و حث بلعيد الناخبين على "عدم تفويت هذه الفرصة" و التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. و في سياق ذي صلة، تطرق بلعيد إلى الملفات الاقتصادية، حيث جدد التأكيد على أن الجزائر "تحتاج فقط الى مسيرين قادرين على تحمل المسؤولية"، مشيرا الى أن تصرفات الماضي "لم تكسر فقط الاقتصاد الوطني بل تعدتها إلى المواطن الجزائري كما مزقت المجتمع". و يرى مرشح "جبهة المستقبل" أن هذه العملية كان "مخطط لها"، مذكرا بالعشرية السوداء التي مرت بها البلاد التي "كادت أن تنهار لولا صمود الجيش الوطني الشعبي والمقاومين وأعوان الأمن". و واصل بلعيد في تناوله لنفس الفكرة لدى نزوله بقالمة التي أكد بها على أن اختيار رئيس للبلاد يعد السبيل الوحيد لحل كافة جوانب الأزمة، بما في ذلك الشق الاقتصادي منها، من منطلق توقف النهضة الاقتصادية على الاستقرار السياسي. كما دعا الجزائريين إلى التفطن ل "مخططات اللوبيات التي حاولت تكسير الجزائر عبر أبواق وصلت صداها الى الخارج". و من الأغواط، شدد المترشح الحر عبد المجيد تبون في كلمة موجزة على ضرورة "تمسك الشعب الجزائري برسالة شهداء الثورة التحريرية المجيدة". و فضل تبون التركيز في مداخلته على المشاكل المحلية التي تعاني منها الأغواط، حيث أشار إلى أن المشاريع التي يتضمنها برنامجه الخاص بها تمس كافة قراها و مداشرها.