تيفاريتي (الأراضي الصحراوية المحررة) - أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ابراهيم غالي، اليوم الخميس، إن جبهة البوليساريو، لا يمكنها القبول بمزيد من التماطل والتأجيل المتكرر، ومحاولات تكريس الاحتلال وإطالة أمده، مشددا على أن الشعب الصحراوي يخوض حربا تحريرية لن تكتمل إلا بتحرير الوطن ككل من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة، في إطار ما تكفله له الشرعية الدولية. وفي كلمة له خلال تقديمه التقرير الأدبي للأمانة الوطنية المقدم إلى المؤتمر ال15 لجبهة البوليساريو التي انطلقت أشغاله اليوم ببلدة تيفاريتي الصحراوية المحررة، ندد السيد غالي، بحالة الانسداد الحالية، الناجمة عن سياسة التعنت والعرقلة الممنهجة من طرف دولة الاحتلال المغربي والتي لا مبرر لها، وهي حالة عقيمة وغير مجدية، مع تقاعس مجلس الأمن الدولي عن فرض تطبيق ميثاق وقرارات الأممالمتحدة، وفي مقدمتها حق الاستقلال للشعب الصحراوي، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة. ويرى السيد غالي أن الحرب تتطلب "إمتلاك المقدرات لنكون طرفا رئيسا، مؤثرا ومحترما في المعادلة، وأن نكون قوة خلاقة من خلال الدبلوماسية النشطة بمختلف أصنافه، مبرزا أن الجبهة برهنت عن التزامها الصارم بمبادئ ومواثيق حقوق الإنسان لكون الهدف الرئيسي ومبرر وجودنا هو الكفاح من أجل هذه الحقوق ككل غير قابل للتجزئة. كما أننا ونحن نخوض غمار الحرب التحريرية الشرسة عملنا على إيجاد الأطر التنظيمية والقانونية الكفيلة بتجسيد مؤسسات حمايتها والدفاع عنها، مع مواصلة مجهوداتنا لدعمها وتطويرها لتجسيد المسؤوليات المنوطة بها، داخلياً وخارجياً". وشدد الأمين العام لجبهة البوليساريو، على ضرورة استحضار أن "حربنا هي حرب شعبية طويلة الأمد إنها رهان وجود، تستوجب الاستمرارية والتواصل وتلاحق الأجيال على درب الشهداء حتى النصر. وهذا الموقف يحيلنا إلى ضرورة الانكباب، وبصيغ عملية، على تأهيل الشباب وتمكينه من المشعل، وخلق الظروف السياسية والتنظيمية التي تمكنه من تبوء مكانته الطبيعية كخير خلف لخير سلف." وعلى عكس المغرب، يضيف الرئيس الصحراوي، فإن الجبهة وقعت على إعلان جنيف ومعاهدة أوتاوا لحظر الألغام، و دمرت كامل مخزونها من الألغام المضادة للأفراد. في المقابل، لا تتوقف ملايين الألغام المغربية، وخاصة المضادة للأفراد المحرمة دوليا عن الفتك بالبشر والحيوان والممتلكات، ناهيك عن الآثار المدمرة للبيئة، مما يجعل من جدار الاحتلال المغربي جريمة ضد الإنسانية بامتياز، يتوجب على المجتمع الدولي المسارعة إلى إزالتها. كما ذكر بأهمية الإعلام الذي يبقى من أهم أساليب المقاومة السلمية، والذي اعتبره السيد غالي سلاح العصر الذي لا بد من أن نكتسحه بإرادة أقوى، وأن نستثمر فيه، بشريا وماديا لفعاليته في معاركنا في ساحات حقوق الإنسان، وحماية الثروات الطبيعية، وكوسيلة فعالة لدعم انتفاضة الاستقلال، ولإيصال صوت وصورة مقاومة وصمود شعبنا ومعاناته لكل بقاع العالم، ولتوسيع دائرة التعاطف والتضامن مع قضيتنا العادلة. وأكد الأمين العام للجبهة البوليساريو، أن المرحلة المقبلة تتطلب إدارة وطنية فاعلة ومقتدرة لحشد كل المقدرات الوطنية وتسخيرها، بتحكم وعقلنة، لخدمة الأولويات التي سيقرها المؤتمر، على أساس مبدأ الاقتصاد في الوسائل وترشيدها لخدمة الأساسي والجوهري، وهو ما يقتضي تقويماً وتصويباً للأداء الوطني في كل جوانبه، وتطهيره من مختلف الشوائب التي علقت به طيلة مرحلة وقف إطلاق النار. ومن الاهتمامات كذلك، والتي يجب أن تحظى بتركيز ومواصلة الجهد والإجتهاد، يضيف الرئيس غالي، "ضرورة إمعان النظر في تجربتنا التنظيمية ومنظومتنا القانونية والإدارية والأمنية والاقتصادية، والسعي لأن تكون عملية وذات نجاعة و مردودية، دون اللجوء إلى الاستيراد أو التبني غير المدروس لنظريات أو تجارب الآخرين، المنتمية إلى واقع آخر، ولا تتناسب مع واقعنا المتميز بخصوصيته واستثنائيته". وعلى غرار كل مؤتمرات الجبهة ال 14 السابقة، أكد الرئيس الصحراوي أن الجبهة تسعى لأن يكون هذا اللقاء "فضاء وطنيا مجسدا للوحدة وللإجماع حول مشروعنا الوطني، الصحراوي وللعمل من أجل تأطير وتوجيه مداولاتنا وتصويبها نحو الهدف الوطني الرئيسي، وليس في ذلك من قيد أو شرط، سوى التمسك بثوابت الجبهة، والمصلحة العليا للشعب الصحراوي".