يجدر بمحبي السفر عبر التاريخ واستحضار لحظات زمنية نادرة يتقاسمون من خلالها ذكريات وجلسات حميمية مع من عايشوا حقبة زمنية بجيجل, الولوج إلى المعرض الافتراضي الذي بادرت به جمعية "جيجل العتيقة" و ذلك من خلال صور و شهادات نادرة. ويوفر المعرض الافتراضي الموسوم ب "جيجل عبر التاريخ", مادة دسمة تتضمن تاريخ المدينة وآثارها وشخصياتها و أماكنها العمومية وحتى عادات وتقاليد الأجداد من حفلات و أعراس وأطباق وطرق تحضيرها. وفي حديث خص به وأج, قال جمال الدين حاجي رئيس جمعية "جيجل العتيقة" الجهة المبادرة لهذا المعرض الافتراضي, أن المعرض "سفر عبر الزمن و يضم عدة محاور تخص المدينة وسكانها" و أن الفكرة جاءت في هذا الوقت بالذات من الحجر الصحي الجزئي لتكون "فسحة عبر الزمن للجيل الجديد لاكتشاف تاريخ وعادات الأجداد من جهة, كما أنها فرصة للجيل السابق لاسترجاع الحنين وتقاسم ذكريات غابرة من جهة ثانية". وأهم ما يميز هذا المعرض الافتراضي اليومي المفتوح عبر صفحة "الفايسبوك", إضافة على الاطلاع على ما يتم نشره, هو إعطاء الفرصة لزواره من نشر وثائق و أرشيف صور المدينة النادرة التي بحوزتهم أو لأي شيء يرمز لها و السماح بمشاركتها مع كل من يلج هذا المعرض الافتراضي الذي لاقى إقبالا زاد عن ألفي (2000) مواطن في فترة وجيزة. وإذا كانت معظم المنشورات قد لاقت تفاعلات كثيرة من خلال إشارات الإعجاب و المشاركة, فإن منشورات أخرى كانت مليئة بالحميمية والذكريات السعيدة بعد أن وجد البعض صدفة صور أقاربهم وذويهم ممن صنعوا تاريخ جيجل في مختلف المجالات. فنقرأ في تعليق للسيدة لولا لعيساوي في محور "المديرون السابقون للمدارس الابتدائية" قولها "اشتغلت مع السيد بيروك عبد القادر, مدير المدرسة الابتدائية بوبزاري المكي, رحمه الله, واحتفظ له بصورة المربي الذي لا مثيل له(...) لقد كان لوحده مدرسة(...)اعتمدت في حياتي المهنية وحتى الشخصية, على توجيهاته واتبعت خطواته وخطوات والدي". ويقول حاجي أنه يتم كل يوم نشر موضوع مدعم ما بين أربع إلى ثماني صور قديمة يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين 1856 إلى 1980, جزء منها كان بحوزة الجمعية و آخر تم استخراجه بعد عدة بحوث من الإنترنت, وجزء ثالث ساهمت به مجموعة من المواطنين الذين " قاسمونا ارشيفهم المنزلي". وبالنسبة للمواضع التي يتم نشرها دوريا حول كل ما يخص جيجل في ميادين الثقافة والسياحة والرياضة و الصناعة والصيد البحري وغيرها, قال حاجي: "إنها اجتهاد شخصي من خلال كتابي الذي ألفته سنة 2012 بعنوان ''نصب تذكاري لمدينة جيجل", فضلا عن اقتباس بعض المعلومات من كتب ألفها فرنسيون وكذا من عند بعض المهتمين بالتاريخ. كما يتضمن المعرض موضوعا آخرا عن الكشافة الإسلامية الجزائرية وأول فوج لها تأسس بجيجل في سنة 1936 بقيادة شابوني الطيب المدعو براهم, و آخر عن الفرق الرياضية على غرار النادي الرياضي الجيجلي الذي تأسس العام 1911 برئاسة برتيا وفريق الإقبال الرياضي الجيجلي الذي تأسس في 1921 من طرف عمر بن يحيى والشباب الرياضي الجيجلي (jsd) الذي تأسس في 1936 برئاسة فرقاني محمد. ولم تهمل المنشورات الموروث الثقافي الذي عرفته المدينة في زمن غير بعيد, على غرار الفرق الأندلسية بقيادة كامل مشطر (الكندي) وفرق الغايطة أو الزرنة الموروثة عن الحقبة العثمانية ومن أهم ممارسيها محمد خلاف وحسين عزون التي نشطت عديد الأعراس والحفلات العائلية. كما شمل المعرض أهم البنايات والساحات العمومية والأماكن, على غرار المنار الكبير "رأس العافية" و مقر البلدية و السوق المغطى والمدينة العتيقة "إجلجيلي" والمستشفى العسكري والمدينة الأثرية بحي "الرابطة".