أكد الثلاثاء مشاركون بالجزائر العاصمة, في لقاء, نظمته المديرية العامة للأمن الوطني حول ترقية وحماية حقوق الطفل, على ضرورة توحيد و تنسيق جهود كل الشركاء لاسيما فعاليات المجتمع المدني من أجل تحقيق المزيد من المكاسب لفئة الأطفال وتدارك النقائص المسجلة. وذكر المشاركون في هذا اللقاء, الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح من يونيو من كل سنة, بكل الانجازات التي حققتها الجزائر في مجال حماية حقوق الطفل, لاسيما من خلال التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وصدور قانون خاص بحماية حقوق الطفل في 2015 من اجل ترقية حقوقه وضمان مستقبل واعد له, مركزين في نفس الوقت على وجوب تدارك النقائص التي ما زالت تعاني منها هذه الفئة من خلال تعزيز التواصل ما بين افراد الاسرة وترقية تحسين مستوى التربية والتغذية والصحة والترفيه. في هذا الاطار, عرضت محافظ الشرطة رئيسة مكتب حماية الفئات الهشة بالشرطة القضائية ياسمين خواص انجازات قطاعها في مجال حماية الطفولة والجهود المبذولة في مجال التصدي لوباء كورونا, مبرزة اهمية تعزيز وتنسيق العمل المشترك مع كل القطاعات المعنية والمجتمع المدني من أجل وضع برامج وقائية وتحسيسية وتربوية واعدة لفائدة هذه الشريحة في المجتمع. وذكرت بكل الانجازات التي حققتها مصالح الامن الوطني لفائدة الطفولة من خلال حملات التحسيس والتوعية لفائدة العائلات جراء تطبيق الحجر الصحي مما حال دون خروج الاطفال الى الفضاء الواسع للعب و البقاء في البيت, حيث تم في هذا الاطار تخصيص مواضيع عبر التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام حول كيفية التعامل والتفاعل مع الوضع والتعريف بطرق التواصل مع الاطفال والاستماع الى انشغالاتهم ومنحهم الرعاية العاطفية في ظل التباعد الاجتماعي ومراقبتهم ايضا في طريقة استعمال تكنولوجيات الاعلام والاتصال, مشيرة إلى أن مصالح الامن الوطني خصصت ما يزيد عن 938 نشاط توعوي منذ بداية السنة الجارية بالإضافة الى 796 نشاط اذاعي و28 نشاط تلفزي مع ضمان المرافقة النفسية للأطفال. من جهة اخرى, قدمت المتحدثة ارقاما حول جنح الاطفال المسجلة في ظرف الاربع أشهر الماضية, مشيرة الى انه تم تسجيل 1780 قضية من بينهم 1766 جنحة تتعلق اساسا بظاهرة السرقة والضرب والجرح العمدي والانحراف وتعاطي المخدرات. وذكرت ايضا بانه تم خلال نفس الفترة المذكورة تسجيل 1970 ضحية تعرضت للضرب والجرح العمدي والاعتداءات الجنسية الى جانب تسجيل 300 حادث منزلي خاصة بشريحة الاطفال و 34 حالة تسول. من جهته, أكد رئيس خلية الاتصال والصحافة بالمديرية العامة للأمن الوطني, عميد اول للشرطة أعمر لعروم, على "الاهتمام الذي يوليه قطاع الأمن الوطني لمجال دعم التحسيس والتوعية تجاه الاطفال من خلال أنشطته التحسيسية المتواصلة عبر الفضاءات العمومية بالإضافة الى تثمين استحداث أرقام خضراء داخلية خاصة بخلايا الاصغاء النفسي عبر 48 أمن ولاية تهتم بالمرافقة والمتابعة النفسانية للأطفال خاصة خلال فترة الحجر الصحي وتمكينهم من التأقلم مع هذا الوضع الصحي بالاستعانة بتكنولوجيات الحديثة للاتصال". بدورها, ذكرت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية حقوق الطفل, مريم شرفي, بكل الانجازات التي حققتها هيئتها لفائدة الطفولة, مشيرة الى أن الرقم الأخضر (11-11) سمح لكل المواطنين بالاتصال من اجل التبليغ و الاخطار بسوء معاملة الاطفال, مبرزة اهمية تعزيز وتنسيق العمل مع المجتمع المدني لترقية حقوق الطفل وتدارك النقائص المسجلة في المجال. وقالت السيدة شرفي بان هيئتها "تلقت عدة مكالمات هاتفية في هذا الظرف الصحي الصعب من طرف العائلات التي ابلغتها عن سلوكات اطفالهم الذين وجدوا انفسهم في محيط ضيق بسبب وباء كورونا وهذا ما اثر على نفسيتهم", مشددة على أهمية "الاقتراب من الأطفال في هذه الظروف ومنحهم الرعاية العاطفية اللازمة وحسن معاملتهم ومراقبتهم لدى استعمالهم لتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة". وأشادت بالمناسبة باستحداث وزارة البريد و تكنولوجيات الاعلام والاتصال بالتنسيق مع هيئتها ووزارة التربية الوطنية لتطبيقة خاصة بمراقبة استخدام الاطفال لشبكة الانترنت التي سيتم تفعليها بصفة تدريجية. أما رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فورام), مصطفى خياطي, فقد أبرز أن "مرحلة الحجر الصحي الذي فرض بسبب انتشار وباء كورونا عرفت عدة ايجابيات بالنسبة للعائلات الجزائرية حيث سمحت بالتقرب اكثر من الاطفال والاطلاع على انشغالاتهم وهمومهم والاستماع اليهم", مشيرا الى انه "رغم هذه الاوضاع الصعبة بالنسبة لهته الفئة من المجتمع التي تحتاج الى فضاء اوسع لتفجير طاقاتها إلا أن الاطفال سريعو التأقلم مع المستجدات مما يستعدي فقط التكفل بهم وتحسيسهم ورعايتهم".