تشهد فترة المراجعة والمرافقة بالمؤسسات التربوية بالشلف والتي أقرتها الوزارة الوصية طيلة الفترة الممتدة من 25 أغسطس إلى 10 من شهر سبتمبر إجراءات تنظيمية "محكمة" مما خلف "ارتياحا" في أوساط التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحاني شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا. وشهدت هذه العملية، حسب القائمين على قطاع التربية بولاية، "إقبالا معتبرا" خلال الأيام الأولى للتلاميذ في الطورين المتوسط والثانوي، خاصة في ظل الحرص على تطبيق البروتوكول الصحي الوقائي عبر كافة المؤسسات التربوية المتضمن إجبارية ارتداء القناع الواقي وتوفير وسائل التعقيم، وصولا إلى احترام التباعد في قاعات التدريس التي لا يتجاوز عدد التلاميذ بها 15 تلميذا. ومن ثانوية "الحاج ميلود"، وسط مدينة الشلف، رصدت "وأج" آراء عدد من التلاميذ الذين أقبلوا على مقاعد الدراسة بعد طول فترة انقطاع، إذ عبروا عن ارتياحهم للظروف التي تجري بها العملية، لاسيما فيما يخص احترام البروتوكول الصحي الوقائي. وقالت في هذا الشأن التلميذة في صف السنة الثالثة ثانوي شعبة تقني رياضي، سماح بن صالح، أنها وزملاؤها "مرتاحين لظروف سير فترة المراجعة والمرافقة التي تأتي قبيل أيام من خوض امتحان شهادة البكالوريا في ظروف صحية استثنائية بسبب مخاوف تفشي فيروس كورونا المسجد". بدوره اعتبر التلميذ وليد بن علي، أن "الظروف التنظيمية المحكمة واحترام إجراءات البروتوكول الصحي لا يدع مجالا ولا حجة أمام من يعزف عن حضور برنامج المراجعة والمرافقة المسطر من الطاقم البيداغوجي". ومما لوحظ في عين المكان هو الإقبال المعتبر للتلاميذ على قاعات الدراسة التي سجلت معظمها حضورا ما بين 12 إلى 15 تلميذا، عكس القلة التي فضلت المراجعة بالبيت، فيما آثر آخرون حضور بعض المقاييس التي يعانون ضعفا فيها والتخلف عن مقاييس أخرى، واستغلال الوقت في التحضير النفسي والذهني لهذا الامتحان الذي يعد حجر الزاوية في حياة الكثير منهم. وفيما يتعلق بالتحصيل العلمي المنوط بفترة المراجعة والمرافقة، أوضحت أستاذة العلوم الطبيعية بذات الثانوية، جميلة زروقي، أن "تحديد عدد المتمدرسين في القسم الواحد ب 15 تلميذا يعد جد مناسب لتحقيق نسبة تحصيل علمي مرتفعة، خاصة في ظل الرغبة التي لاحظناها عند التلاميذ." وأضافت أن "كل الأساتذة مجندون لوضع التلاميذ في أحسن الظروف لاجتياز امتحان البكالوريا الذي جاء هذا الموسم في ظروف صحية استثنائية، أثرت على وتيرة وبرنامج الدراسة". إشادة بالإجراءات التنظيمية واحترام تام للبروتوكول الوقائي وعن الظروف التنظيمية والإجراءات الصحية الوقائية المتخذة عبر كافة المؤسسات التربوية المعنية بفترة المراجعة والمرافقة، أشاد رئيس المكتب الولائي لجمعية أولياء التلاميذ بالشلف، قسول عبد الله، بالظروف العامة لتنظيم هذه العملية سواء بالنسبة لبرنامج المراجعة والمرافقة أو فيما يخص البروتوكول الصحي الوقائي. وأكد أن "المؤسسات التربوية اتخذت ما يقع على عاتقها من جميع الإجراءات التنظيمية والصحية الوقائية"، داعيا بالمناسبة الأولياء إلى المساهمة في تأطير وإنجاح هذا الموعد من خلال التحضير النفسي لأبنائهم وإبلاغ الجهات المختصة والمعنية في حالة إصابتهم بفيروس كورونا تفاديا لانتشار الفيروس. ومن المنتظر أن يعقد اجتماع خلال الأيام القادمة، يضم جمعية أولياء التلاميذ وعدد من الجمعيات والنقابات الناشطة في قطاع التربية، بغية المساهمة في توعية وتحسيس الأولياء بدورهم في هذه مواعيد. ونظير ما وقف عليه السيد جمال (ولي تلميذ) من تنفيذ صارم لإجراءات البروتوكول الصحي الوقائي، لم يعد هذا الأخير، حسب ما صرح به ل/وأج، متخوفا من إمكانية إصابة ابنه، الذي يعاني من مرض مزمن، بفيروس كورونا المستجد. وقال بهذا الخصوص أنه "مرتاح" للظروف والإجراءات التي تجري فيها عملية المراجعة والمرافقة، آملا أن تستمر هذه الصرامة في تنفيذ البرتوكول الوقائي خلال أيام الامتحان الذي يشهد حضور جميع المترشحين والمؤطرين. بدوره أكد مدير ثانوية "الحاج ميلود"، محفوظ سايح، على أن مصالح الإدارة اتخذت جميع الإجراءات التي من شأنها وضع التلاميذ في أريحية تامة، بدء بتسخير الأساتذة وكذا مستشاري التوجيه الذين يساعدونهم من الناحية النفسية للعودة للدراسة ومراجعة الدروس الخاصة بالفصلين الأول والثاني. وشدد ذات المسؤول على تنفيذ البروتوكول الصحي الوقائي ضمانا لصحة التلاميذ والطاقم الإداري والبيداغوجي مع أخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية للمترشحين، لاسيما في ظل اقتراب موعد الامتحان، حيث تم وضع برنامج خاص للمتابعة النفسية والمستمرة لهم. وعند مدخل الثانوية وضعت ملصقات تحسيسية، تتضمن سبل الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد وكيفيات التعامل مع الحالات المشتبه بها، وكذا معقم القدمين وهلام تعقيم الأيدي مع التأكيد على إجبارية ارتداء الأقنعة الواقية، فيما يتم دوريا التعقيم الكلي للأجنحة وحجرات الدراسة. أما فيما يتعلق ببرنامج المراجعة فقد تم تخصيص 3 مواد يوميا بحجم ساعي يقدر بساعتين لكل مادة، مع تحديد عدد التلاميذ بالقسم الواحد ب 15 تلميذا مع احترام مسافة التباعد وتفادي التجمعات.