أكدت البعثة الدائمة لروسيا لدى الأممالمتحدة أن الحل السياسي المبني على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة هو وحده الكفيل بضمان تسوية عادلة ودائمة للنزاع في الصحراء الغربية، معربة عن تطلعها إلى تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام و إحراز تقدم في استئناف عملية التفاوض بين طرفي النزاع، وفق بيان للبعثة نقلته وكالة الانباء الصحراوية (واص). وأكدت البعثة الدبلوماسية الروسية أن "هذا النهج الأساسي فيما يخص الحل النهائي لقضية الصحراء الغربية، لا يجب استبداله بصيغ أخرى أو محاولة تعدليه بمقاربات جديدة"، يضيف البيان الذي صدر عقب جلسة التصويت الأخيرة على قرار مجلس الأمن بشأن تمديد بعثة الاممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو). وأشار البيان إلى أن روسيا كباقي الدول الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن، تتطلع إلى تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام وإحراز تقدم باستئناف عملية التفاوض بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية (المغرب و الجمهورية الصحراوية) و بمشاركة البلدين المجاورين (الجزائر وموريتانيا) والمراقبين للعملية، تضيف (واص). وتعهدت روسيا في بيانها بأنها "ستظل لاعبا غير متحيز في تسوية الصحراء الغربية، وستحافظ على الاتصالات مع جميع الأطراف الإقليمية"، مجددة دعمها لبعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) و"خلق بيئة مواتية على الأرض لاستئناف الحوار بين المغرب وجبهة البوليساريو، وتعزيز عملية السلام". وأوضح البيان كذلك أن روسيا "امتنعت عن التصويت على مشروع القرار بشأن تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، الذي قدمته الولاياتالمتحدة لان عملية صياغة هذا القرار والمصادقة عليه لم تكن شفافة ولم تتم بالتشاور". وجاء في نص البيان "لم يتم أخذ أي من ملاحظاتنا المبدئية والمدعمة بالأدلة، بما في ذلك الملاحظات ذات الطبيعة التوفيقية، التي نلفت انتباه الجانب الأمريكي مرارا وتكرارا إليها. كما تم ترك مجموعة أخرى من المقترحات العملية التي قدمها أعضاء المجلس الآخرون دون إجابة ". إقرأ أيضا: استمرار شغور منصب المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية يهدد الزخم الذي حققه هورست كولر وأشار ذات المصدر إلى أنه "في السنوات الأخيرة، تعرضت قرارات تجديد ولاية بعثة المينورسو لتعديلات من شأنها، في رأينا، أن تؤثر على مقاربة مجلس الأمن غير المتحيزة والنزيهة لقضية الصحراء الغربية". وصوت أعضاء مجلس الأمن اول أمس الجمعة على القرار 2548 (2020) بثلاثة عشر صوتا بنعم ولا أحد ضد وبامتناع كل من روسيا وجنوب أفريقيا عن التصويت . ونص القرار على تجديد عهدة بعثة المينورسو لمدة 12 شهرا. وتأسفت جبهة البوليساريو، في بيان لها، تبنى مجلس الأمن قراره رقم 2548 (2020) بشأن تجديد ولاية بعثة (المينورسو) والذي قالت انه لا يتضمن "أي إجراءات ملموسة لتمكين بعثة المينورسو من تنفيذ الولاية التي أنشئت من أجلها في عام 1991، وهي إجراء استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية". وشدد بيان جبهة البوليساريو على انه باعتماد مجلس الامن لقرار جديد "يفتقر إلى أي تدابير عملية لدفع عملية السلام المتوقفة إلى الأمام" و"تمكين بعثة المينورسو من تنفيذ ولايتها بنحو كامل، فقد اختار مجلس الأمن مرة أخرى موقف التقاعس بالرغم من زيادة حدة التوتر في الصحراء الغربية". وعليه، فقد "تأكد لدى الجبهة إن عدم اتخاذ أي إجراءات لإجبار دولة الاحتلال المغربي على إنهاء احتلالها غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية لم يترك للجانب الصحراوي أي خيار سوى تصعيد كفاحه التحرري الوطني واستخدام جميع الوسائل المشروعة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال". ومن جديد، أكدت البوليساريو على "رفض مشاركة الجانب الصحراوي في أي عملية لا تتماشى مع الولاية التي أنشأ مجلس الأمن لتنفيذها بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في قراره 690 (1991) المؤرخ 29 أبريل 1991 والتي تبقى هي أساس وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة وحلت دولة الاحتلال كامل المسؤولية عما قد ينجم عن تصرفاتها الخطيرة من عواقب وخيمة على السلم والأمن في المنطقة بأسرها".