اعتبر سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، اليوم السبت، فتح بعض الدول لممثليات ديبلوماسية لها بمدينة العيون المحتلة، "مجرد ضجيج اعلامي و تشويش"، مؤكدا على أن زج النظام المغربي بدول لفتح قنصليات لها بالأراضي الصحراوية المحتلة "خرق واضح واعتداء على القانون الدولي". وأوضح السفير الصحراوي، في حوار مع جريدة الشروق اليومي، بخصوص فتح دولة الإمارات لقنصلية لها في مدينة العيون المحتلة، "أن هذه القضية تعالج من زاويتين، فالاتحاد الإفريقي يعترف بأن الصحراء الغربية دولة قائمة بذاتها، ومن ناحية اخرى الاممالمتحدة تعتبر الصحراء الغربية اقليم لم يقرر مصيره بعد، و منطقة خاضعة للاستعمار المغربي وبالتالي لا يحق لا للمغرب و لا لأي دولة أخرى اتخاذ اي موقف". وذكر الدبلوماسي الصحراوي في هذا السياق، بقرار الاممالمتحدة رقم 26/21 في دورتها 65، و الذي يطالب دول العالم بعدم ابرام أي اتفاقيات مع المحتل او فتح مؤسسات او تغيير طبيعة السكان. وفي رده على سؤال حول الاثار القانونية، لفتح ممثليات دبلوماسية، بمدينة العيون المحتلة، قال السفير طالب عمر، بان لا اثر قانوني لها على الاطلاق، فهي مجرد "ضجيج إعلامي و تشويش"، مشددا على "أنه لا يمكن لأي دولة اخرى ان تضفي الشرعية على الاحتلال المغربي، ولو أتت بالكرة الارضية بأكملها". إقرأ أيضا: معتقل اكديم ازيك نعمة أسفاري يندد بتقاعس الأممالمتحدة في تسوية النزاع في الصحراء الغربية ووفق ذات المتحدث، فإن "فتح القنصليات و السفارات في الدول المحتلة، فكرة صهيونية، و المغرب يطبق نفس السياسة الصهيونية"، مشيرا إلى أن الصهاينة -على حد قوله- هم من "قاموا بدعم و ارشاد المغرب، لإطالة المفاوضات، لإفراغها من محتواها، و اللعب على طول الوقت وشراء الذمم". وبخصوص تطور الاوضاع الميدانية بمنطقة الكركرات والاحتجاجات السلمية بالثغرة غير القانونية، و موقف الاممالمتحدة منها، قال السفير طالب عمر، إن النظام المغربي "يتجرع مرارة"، عدم ادانة الاممالمتحدة لغلق المتظاهرين الصحراويين، للثغرة غير القانونية بالكركرات. وأوضح ذات المتحدث، أن "نظام المخزن راهن كثيرا على ان يدين مجلس الامن الدولي، الاحتجاجات السلمية للمجتمع المدني الصحراوي بالكركرات، و قام بإتصالات بالعديد من البلدان في هذا الاطار لكن هذا لم يحدث. وتابع يقول في هذا الاطار، النظام المغربي في العمق "يتجرع المرارة" لأنه لم يحصل على تصريح من الاممالمتحدة تطالب فيه المحتجين بالانسحاب او تدينهم، كما حصل في اجتماعات سابقة سنة 2017"، مشيرا الى ان الاحتجاجات في الكركرات هي تحرك لمواطنين صحراويين مدنيين، و لا توجد اي قوات لجبهة البوليساريو، لان الجيش الصحراوي يحترم وقف إطلاق النار رقم 1. ويجزم الدبلوماسي الصحراوي، ان "الاحتجاجات السلمية رد على طول الانتظار و الجمود و التقاعس في تعيين ممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ما جعل الصحراويين ينتفضون، ويواصلون احتجاجاتهم". وبخصوص تمديد ولاية بعثة المينورسو لعام اخر، دون تحقيق اي شيء ملموس، اتهم السفير الصحراوي، فرنسا بالمساهمة في اطالة عمر القضية الصحراوية، "باعتبارها قوة مدافعة عن المغرب داخل مجلس الامن الدولي، بالقول، "كلما كان هناك تقدم لفرض تطبيق لوائح جادة و جريئة لتسوية القضية الصحراوية تعترض فرنسا". والاكثر من ذلك- يضيف ذات المتحدث- بعد التوقيع على اتفاقية مدريد تخلت اسبانيا عن مسؤولياتها، اتجاه الشعب الصحراوي، بخصوص حقه في تقرير المصير، "فهي ضمنيا اصبحت تعمل على ارضاء الاحتلال المغربي بدل استكمال تصفية الاستعمار المغربي، لافتا الى انه، وفق القانون الدولي اسبانيا هي القوة المديرة للمستعمرة الصحراوية و هي تخلت عن واجبها" . إقرأ أيضا: مجموعة الدعم لجنيف تدعو الى تعزيز التعاون بين البوليساريو والمحافظة السامية لحقوق الانسان ولفت عضو الامانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الى أن الشعب الصحراوي لم يعد يقبل الانتظار، مؤكدا على ان 'التحرك الشعبي الواسع في اوروبا و على طول الحزام، و في الاراضي المحتلة، و الانتفاضات الشعبية وضعت العالم امام مسؤولياته، و تنبيهه بانه يجب وقف سياسة الامر الواقع، و ان المغرب يستنزف ثروات الصحراويين عبر هذا المعبر، و استغلاله كدعامة للاحتلال المغربي بالصحراء الغربية يجب ان يتقف". وختم السفير الصحراوي بالجزائر، الحوار بالتأكيد على أن "النظام المغربي يعاني و نحن نتمنى تصحيح مسار القضية الصحراوية، بتنظيم استفتاء لتقرير المصير،فالنظام المغربي يعمل على تحريف طبيعة النزاع، و الصحراويون يبحثون عن السلم و تطبيق خطة السلام كما هي، ليس تطبيقها بشكل منحرف، كما يريد النظام المغربي وحلفائه".