دعت الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، يوم الأربعاء في بيان لها، الشعب الجزائري إلى توحيد الكلمة و تعبئة الطاقات و الوقوف صفا واحدا لدرء كل خطر من شأنه تهديد أمن و استقرار البلاد. وفي بيان لها حمل توقيع رئيسها، شيخ الزاوية القاسمية، محمد المأمون القاسمي، أهابت الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية بالشعب الجزائري "أفرادا وهيئات ومؤسسات وأحزابا، أن ينبذوا خلافاتهم، ويوحدوا كلمتهم، ويقفوا بالمرصاد صفا واحدا، في مواجهة التحديات، والتصدي لكافة الاحتمالات، وتعبئة طاقاتهم لدرء كل خطر قد يهدد أمنهم واستقرارهم". و نبهت الرابطة من خطر الأوضاع العصيبة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية و التي "استغلها العدو الصهيوني وحلفاؤه"، فازداد عتوا وفسادا، معربة عن استنكارها من وقوع بعض حكامها في "مستنقع الخيانة"، حين "انخرطوا في مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني، سرا أو علانية". و في هذا الصدد، عبرت الرابطة عن استيائها من إعلان النظام المغربي إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، غير أنها أشارت، بالمقابل، إلى أن هذا القرار لم يكن مفاجئا، من منطلق أن "العلاقات بين النظامين قديمة، وأن التنسيق والتعاون بين الطرفين قائم، منذ عقود". و قد "أسقط هذا الإعلان، ما يسمى +رئاسة أمير المؤمنين للجنة القدس+ التي ظل هذا النظام يضلل بها الجماهير العربية والإسلامية، منذ عدة سنين"، مثلما جاء في البيان. وقد كان نتيجة ذلك أن "صدم المسلمون، في ربوع المعمورة كلها، بما أقدم عليه ملك المغرب، من تفريط في حفظ الأمانة، التي تقتضي المنافحة عن الأقصى والقدس الشريف، والتصدي لمشاريع الاحتلال، ومخططات التهويد"، تضيف الرابطة التي شددت على أن أي مسعى للتطبيع مع سلطة الاحتلال "لا يعدو أن يكون استسلاما للعدو الصهيوني، وخضوعا لإملاءات الاستدمار العالمي". كما يعتبر هذا الموقف أيضا "تفريطا في القدس والأقصى وفي أرض فلسطين وخيانة لشهداء الأمة، الذين خاضوا معارك الجهاد في الأرض المباركة، منذ عهد صلاح الدين، إلى حرب رمضان (أكتوبر) سنة ثلاث وسبعين". و استرسلت الرابطة مذكرة، في بيانها، بأن هذا التطبيع يعني "التنكر لأمانة المسجد الأقصى والقدس الشريف". و "القبول بما يسمى +صفقة القرن+، ومن ثم التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي طليعتها حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم (...) وإقامة دولة فلسطين المستقلة، بكامل سيادتها، وعاصمتها القدس الشريف". كما أن "ربط الصلات مع هذه السلطة الغاشمة وإقامة علاقات طبيعية معها يعني التغاضي عن جرائمها النكراء وتمكينها من استكمال مشروعها الاستيطاني وضمها ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ومن ثم إحكام سيطرتها وبسط هيمنتها العسكرية والأمنية والاقتصادية على المنطقة العربية". وعلى ضوء ما تقدم، ترى الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية في هذا التطبيع "تهديدا لأمن المنطقة المغاربية واستقرارها"، و"تآمرا خطيرا ضد شعوبها". لكونه "يرهن أمن المنطقة كلها، ويزج بشعوبها في صراعات ونزاعات واضطرابات، قد لا تحمد عقباها"، لافتة إلى أن كل ذلك يأتي مقابل "اعتراف" رئيس الولاياتالمتحدة المنتهية ولايته " بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية . إلا أنها حرصت بالمقابل على تحية الشعب المغربي الذي "برهن، عبر العقود، على مناصرته للقضية الفلسطينية"، لتدعو جماهيره إلى "الثبات على مبادئهم، والبقاء على عهدهم، والاستماتة من أجل اسقاط هذا المشروع، الذي يلحق الضرر بوطنهم وأمتهم". كما ناشدت، في سياق ذي صلة، رجال الزوايا والطرق الصوفية والعلماء والدعاة ورجال الإعلام والقوى الحية في المغرب وفي البلدان المغاربية والمنطقة العربية، أن "يقفوا، بقوة وحزم، ضد المخططات الصهيونية" داعية إياهم إلى العمل على مقاومتها ومواجهتها بكل الوسائل الممكنة، و"ممارسة الضغوط على الحكومات وحملها على اتخاذ مواقف حاسمة ضد مشاريع التطبيع". ومن جهة أخرى، حيت الرابطة الشعب الفلسطيني الذي دعته إلى توحيد صفوفه و جمع كلمته، مع التأكيد على أن المقاومة هي "السبيل الأقوم لأخذ الحق، واسترجاع الوطن السليب"، حسب المصدر ذاته.