بعد سنوات من التوتر في العلاقات الايرانيةالامريكية، شهدت الأيام الاخيرة تصعيدا في منسوب المشاحنات بين طهرانوواشنطن باتت تهدد بارتقاء المزايدات الكلامية الى المواجهات العسكرية المباشرة بين الجانبين في ظل التعزيزات العسكرية في المنطقة وذلك عشية مرور الذكرى الاولى لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في غارة امريكية في العراق. وعلى مدار ولايته الانتخابية، هدد الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بضرب إيران أكثر من مرة ولكن اكتفى بالعقوبات الاقتصادية والانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، غير ان التصعيد بين الجانبين عاد الى الواجهة من جديد، اثر تعرض السفارة الأمريكية لهجوم في العاصمة العراقيةبغداد في 20 ديسمبر الماضي، حيث غرد بعدها ترامب، على موقع "تويتر" متهما إيران بأنها وراء الهجوم. ويأتي ارتفاع منسوب التصعيد الامريكي عشية الذكرى الأولى لمقتل قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، حيث جدد مسؤولون إيرانيون تصريحات الوعد بالانتقام مع إحياء الذكرى الأولى لمقتله. إقرأ أيضا: توسع رقعة الاحتجاجات في إيران.. والحكومة تتوعد بتصعيد الاجراءات الامنية وتخوفا من اية ردة فعل ايرانية على مقتل سليماني، عززت الولاياتالمتحدةالامريكية من تواجدها العسكري في المياه الخليجية، ما دفعت بالبعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة في رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي للتنديد ب"استفزازات الولاياتالمتحدة عبر إرسال قاذفات إستراتيجية إلى المنطقة قد تؤدي إلى تصعيد خطير"، محذرة من أي "مغامرة أميركية" في الخليج. == كل السيناريوهات مفتوحة وسط الاستعدادات العسكرية في المنطقة == وسط تزايد المخاوف في واشنطن من احتمال قيام إيران بالرد على الولاياتالمتحدة مع اقتراب الذكرى الأولى لاغتيال القائد العسكري سليماني أعلن الجيش الأمريكي الأربعاء إنه أرسل قاذفتين استراتيجيتين إلى الشرق الأوسط في استعراض للقوة لردع الهجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إن نشر القاذفتين الاستراتيجيتين بي-52 أتش يهدف إلى التأكيد على "التزام الجيش الأمريكي بالأمن الإقليمي وإظهار القدرة الفريدة على نشر قوة قتالية ساحقة بسرعة في مدة وجيزة" مؤكدة أن نشر قدرات جاهزة للقتال في المنطقة يأتي لردع أي عدو محتمل. إقرأ أيضا: انتهاء حظر توريد الاسلحة: إرتياح ايراني وسط مخاوف غربية ومن جهتها، رفعت إيران من نسبة تأهبها في المنطقة، و أكدت انها ترصد كل التحركات الامريكية في المنطقة وهو ما جاء على لسان اللواء يحيى رحيم صفوي كبير المستشارين العسكريين للمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي اشار إلى أن القوات الإيرانية ترصد جميع التحركات الأميركية في المنطقة، من البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى بحر عمان والمحيط الهندي، وحتى في الدول المجاورة. وكان إسماعيل قآني، الذي خلف سليماني في قيادة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قد صرح في خطاب ذكرى إغتيال سليماني أمس إن "بلاده لا تزال مستعدة للرد، وستحدد الزمان والمكان المناسبين لذلك"، ملمحا بأن الانتقام يشمل الداخل الأميركي. وبالرغم من هذه الاستعدادات غير ان طهران، أكدت على لسان العديد من مسؤوليها على انها لا تريد الدخول في حرب مع الجانب الامريكي وبادرت، في هذا الشأن بإبلاغ دول في المنطقة بضرورة الحذر من الوقوع في "فخ المؤامرات الأميركية" في اعقاب مؤشرات مشبوهة في المنطقة. وأكدت وزارة خارجيتها بأن "إيران لا تريد الحرب لكنها سترد (...) دفاعا عن شعبها،وأمنها"، مشددة على لسان وزير خارجيتها بأن طهران لا تسعى إلى الحرب، ولكنها ستدافع عن مصالح شعبها وكذا مصالحها الأمنية والحيوية، "بشكل منفتح ومباشر". == ايران ترفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20 بالمائة كرد على اغتيال سليماني == بينما تجهز ايران طاولة الحوار الجديدة مع رئيس الولاياتالمتحدة المنتخب جو بايدن، في محاولة لكسب المزيد من الاوراق حول الإتفاق النووي بعد إنسحاب الإدارة السابقة لدونالد ترامب منه، اعلنت اليوم عن اعتزامها تخصيب اليورانيوم الى مستوى نقاء 20 بالمائة في موقع "فوردو" النووي وهو المستوى الذي كانت قد وصلت اليه قبل توقيع الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في 2015. و جاءت الخطوة ضمن عدة قرارات صادق عليها البرلمان الايراني الشهر الماضي ردا على اغتيال سليماني حيث تعد الاحدث في العديد من الاعلانات التي ابغت بها ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا والتي شملت التخلي عن الالتزام بمزيد من بنود الاتفاق وهي خطوات بداتها في 2019 ردا على انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق واعادتها فرض عقوبات عليها. إقرأ أيضا: اغتيال سليماني: ايران ترد بقصف قاعدتين أمريكيتين في العراق وتضارب الأنباء بشأن الخسائر وترى بعض الاطراف ان مثل هذا الاعلان قد تعقد جهود الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي بعد ان أعلن تمسكه بالاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب في 2018 وأعاد فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية. وينص الاتفاق النووي على تحديد نسبة تخصيب اليورانيوم بأقل من 4 بالمائة بينما تصل النسبة المطلوبة لصنع أسلحة نووية إلى 90 بالمائة.