شكل تقييم الوضع الأمني والتنموي في منطقة الساحل الافريقي محور أشغال اليوم الاول للقمة السابعة لرؤساء دول مجموعة الساحل الخمس، في العاصمة التشادية ، نجامينا وسط دعوات للمجتمع الدولي بتكثيف التمويل من أجل التنمية للحيلولة دون انضمام مزيد من شباب المنطقة للجماعات الارهابية الناشطة هناك ، وببذل مزيد من الجهد و الصرامة في تنفيذ الالتزامات من أجل التصدي للخطر الارهابي. وفي السياق، قال الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو في الكلمة الافتتاحية لأشغال القمة أمس ، إن هذه القمة " تأتي للوقوف على ما تحقق من إنجازات على طريق تحقيق ثنائية الأمن والتنمية" ، مشيرا الى أن منطقة الساحل الشاسعة تكافح "الفقر الذي يوفر أرضا خصبة للإرهاب" ، الذي أضحي خطرًا يهدد المنطقة والعالم. وأضاف الرئيس ديبي أن "الوقت قد حان لأن يقوم المجتمع الدولي في شكل عاجل بتكثيف التمويل من أجل التنمية ، للمساعدة في وقف مصدر تجنيد الارهابيين". وعبر الرئيس التشادي ، في كلمته، عن تضامنه مع أسر ضحايا الإرهاب في منطقة الساحل ، داعياً إلى مساعدة الشباب ودعم مشاريع التنمية المستدامة في الدول الخمس. وتسعى تشاد، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة دول الساحل الخمس خلال هذه السنة، بتنسيق مع شركائها، إلى الدفع بدينامية جديدة من خلال وضع المجموعة في خدمة الشعوب. و من جهته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد ، خلال تدخله في أشغال القمة ، التي حضرها بانجامينا ، أن محاربة الإرهاب بمنطقة الساحل " تتطلب مجهودا واسع النطاق و صرامة" في تنفيذ القرارات والالتزامات ، مضيفا أنه " كلما مر الوقت تعززت الظاهرة الإرهابية وأصبحت أكثر رسوخا وانتشارا في فضاء الساحل بل وخارجه. لذلك نحتاج للتحرك ولمجهود واسع النطاق يحدد فيه كل واحد منا مساهمته في هذه السمفونية العامة". إقرأ ايضا: قمة لمجموعة دول الساحل في انجامينا لبحث تطورات الوضع الأمني في المنطقة ومن أجل التصدي للخطر الإرهابي ، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى "مزيد من العمل المنهجي والصارم " في تنفيذ القرارات والالتزامات ، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. كما دعا إلى تعزيز دعم الشركاء الدوليين لدول المنطقة ، الذي أصبح " ضروريا أكثر من أي وقت مضى في هذه الفترة التي عاود فيها كوفيد-19 انتشاره، حيث تعاني البلدان الإفريقية ولا سيما دول الساحل التي تعد في أمس الحاجة لتضامن دولي فاعل". وعن دعم الاتحاد الافريقي لدول مجموعة الساحل الخمس ، قال موسى فقي، أن الاتحاد الافريقي "يواصل مرافعته لتعبئة الموارد من أجل الرفع من قدرة القوة المشتركة للمجموعة"، مشيرا الى الاتفاق الذي وقعته الهيئة الافريقية مع الصين يوم 8 مايو العام الماضي ، بشأن دعم لوجيستي بقيمة تناهز 9 ملايين دولار أمريكي لفائدة كل دولة من دول المجموعة. وتأتي هذه القمة في وقت تواجه فيه مجموعة الدول الخمس في الساحل الأفريقي، مجموعة من التحديات الأمنية ، تتطلب جهودا جديدة لمواجهتها خاصة الهجمات الإرهابية المتكررة التي تتعرض لها مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وينتظر أن تتواصل في وقت لاحق اليوم أشغال القمة السابعة لدول الساحل الخمس برئاسة الرئيس التشادي و مشاركة قادة كل من بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر. و يشارك الرئيس الفرنسي ايمانويل في القمة عن طريق الفيديو كونفرانس "بسبب القيود على جائحة /كوفيد-19/" ، كما انضم إليها شركاء دوليون منهم الاتحاد الافريقي وألمانيا.