اعتبرت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) توقيع جامعة الملك محمد السادس المغربية مذكرة تفاهم تطبيعية مع جامعة "بن غوريون" الإسرائيلية, "إمعان في خيانة القضية الفلسطينية", داعية طلبة وأساتذة الجامعة المغربية المذكورة لمقاطعة كافة البرامج التي ستنتج عن هذه الاتفاقيات. و قالت الهيئة في بيان لها, أن محاولة النظام المغربي نقل التطبيع مع العدو الإسرائيلي من المستوى الرسمي المتواطئ أصلا, إلى المستويين الأكاديمي والشعبي, هو"إمعان في خيانة القضية الفلسطينية التي لطالما اعتبرها الشعب المغربي الشقيق كما شعوب المنطقة العربية جمعاء, قضيته المركزية", واصفة اتفاقيات أكاديمية بين جامعات مغربية وإسرائيلية ,ب"التطبيع السافر, والتغريد خارج سرب الشعب المغربي الحر". وترى الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل, في توقيت هذه الاتفاقيات,"محاولة من العدو لتحويل النظر عن الجهود الدولية المتنامية لعزله, وكشف بشاعة جرائمه". ولفتت في ذات الصدد, إلى أن عشرات الآلاف من الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية وقعوا بيانات وتعهدات, "أيدوا من خلالها النضال الفلسطيني وربطوه بنضالات الشعوب الأخرى الواقعة تحت الاستعمار والقمع, في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية, وتعهدوا بدعم وإطلاق حملات المقاطعة التزاما بنداء المقاطعة الفلسطيني, وبنداء المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل, فيما ذهب البعض إلى مطالبة حكوماته بوقف تورطها في دعم منظومة الاستعمار والأبارتيد (الفصل العنصري) الإسرائيلية". و أوضح ذات الهيئة أن, "ما يزيد من إشكالية هذه الاتفاقيات الموقعة, أو التي ستوقع لاحقا مع الجامعات الإسرائيلية, هو أنها جاءت بعد أشهر قليلة من التأييد الأكاديمي الدولي غير المسبوق لقضية الشعب الفلسطيني, ونضاله العادل نحو حقوقه الثابتة". وفي هذا الإطار, قالت الحملة الفلسطينية أنها "إذ تؤكد على إدانتها لهذه الخطوة التطبيعية, فإنها تدعو طلبة وأساتذة جامعة الملك محمد السادس لمقاطعة كافة البرامج التي ستنتج عن هذه الاتفاقيات". كما تدعو الجامعيين والمجتمع المدني المغربي ل"تكثيف الضغط المحلي على الجامعة حتى تلغي هذه الاتفاقيات والتفاهمات بشكل نهائي, وذلك انسجاما مع الموقف التاريخي للشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية أولا, وانطلاقا من موقف قوى الشعب المغربي التي أجمعت على رفضها لاتفاقية الخيانة وتطبيع العلاقات بين النظام المغربي والعدو الإسرائيلي ثانيا", وفقا للبيان. ونبهت الحملة الفلسطينية أيضا إلى أن الجامعات الإسرائيلية "جزء لا يتجزأ من منظومة الاستعمار والتمييز العنصري, وهي متورطة في جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية, إذ تلعب دورا أساسيا في تطوير المعارف والتقنيات القمعية العسكرية والأمنية الإسرائيلية, ما دعا المجتمع المدني الفلسطيني إلى إطلاق نداء المقاطعة الأكاديمية لهذه الجامعات المتواطئة لزيادة عزلة العدو الإسرائيلي دوليا". وأوضحت في هذا الصدد, أن إحدى الجامعات الإسرائيلية طورت ما يسمى ب"عقيدة الضاحية" الداعية لتدمير البنية التحتية المدنية, واستهداف المدنيين للضغط على المقاومة, ما يعد جرائم حرب حسب القانون الدولي. أما الجامعة العبرية المقامة جزئيا على أراض فلسطينية مسلوبة, فهي متورطة في إطلاق برامج تعليمية مصممة لتسهيل حياة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي, و أعضاء جهاز المخابرات الإسرائيلي, فيما تشتمل جامعة "بن غوريون" على معهد "الأمن الداخلي" المتخصص في تطوير التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية, وتتعاون هي الأخرى مع مكونات جيش الاحتلال في مجالات مختلفة, تضيف ذات الهيئة.