ووري بعد صلاة ظهر يوم الخميس في جو مهيب بمقبرة بوزوران بمدينة باتنة جثمان المجاهد عمار بن شايبة المدعو علي أولحاج الذي وافته المنية مساء أمس الأربعاء عن عمر ناهز ال97 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش. وجرت مراسم دفن الفقيد الذي يعد من مجاهدي الرعيل الأول وأحد الرفاق والمقربين من الشهيد مصطفى بن بولعيد بحضور السلطات المدنية والعسكرية يتقدمهم والي الولاية، توفيق مزهود، ومجاهدين ومدراء المجاهدين لباتنة والولايات المجاورة ومواطنين وأفراد من عائلته. وتضمنت كلمة تأبينية قرأها بالمناسبة ممثلا عن وزير المجاهدين، مدير المجاهدين لولاية خنشلة السعيد شريخي، خصال المرحوم و إسهاماته وتضحياته إبان الثورة التحريرية من أجل استقلال الجزائر وكذا تعازيه لعائلة الفقيد والأسرة الثورية . وجاء فيها "نحن اليوم نودع في هذا المصاب الجلل قامة كبيرة من قامات الثورة التحريرية المجيدة بالأوراس الأشم، واحدا من صناع مجد الجزائر ومفجري الثورة التحريرية المباركة". وأضاف "نودع في هذا اليوم رجلا احتضن منزله ومنازل عائلة بن شايبة 39 فوجا للمجاهدين الذين وزعت عليهم الأسلحة للقيام بهجومات على المستعمر الفرنسي ليلة الفاتح نوفمبر1954 تحت قيادة الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد، حيث واصل الفقيد كفاحه ضد المستعمر الغاشم مشاركا في عدة معارك وكمائن ليبقى بعد نيل الجزائر استقلالها محافظا على وفائه لمبادئ أول نوفمبر، جاعلا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار إلى أن وافته المنية" . يذكر أن المجاهد المرحوم كان لا يتردد أبدا في تقديم شهاداته و يتذكر تفاصيل التحضيرات للثورة التحريرية بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد وكذا عملية توزيع الأفواج والسلاح ليلة الفاتح نوفمبر 1954 التي جرت ببيته العائلي (دار الإخوة بن شايبة) الكائن بمنطقة استراتيجية بأعالي دشرة أولاد موسى (ببلدية إيشمول) والذي حول منذ سنوات إلى متحف بهذا المكان التاريخي. وحضر الفقيد الذي ولد سنة 1924 بإيشمول اجتماع 22 مارس 1956، وكان شاهدا على حادثة انفجار المذياع التي سقط فيها مصطفى بن بولعيد شهيدا ونجا هو منها بأعجوبة بعد أن فقد فيها إحدى عينيه وأصيب بجروح بليغة وكان ذلك بالجبل الأزرق قرب نارة التابعة لدائرة منعة حاليا.