يتواجد الأسير المدني الصحراوي, محمد لمين عابدين هدي, في "ظروف صحية سيئة", بسبب عدم تمكنه من الحصول على حقه المشروع في العلاج, وظروف الاعتقال المزرية التي يتواجد فيها, في سجن "تيفالت 2", بالمغرب, حسبما أكدته عائلته. وقال محمد علي هدي شقيق الأسير محمد لمين, في تصريح ل (واج), إن الحالة الصحية لهذا الأخير ليست على ما يرام, وتنذر بالخطر, مشيرا إلى أن "إدارة السجون لم تمنحه حقه المشروع في العلاج, وتركته يعاني تبعات الإضراب المفتوح عن الطعام الذي دام 69 يوما, في الفترة ما بين 13 يناير الى 22 مارس الماضيين, ما أسفر عن تأزم حاد في حالته الصحية". وأضاف علي هدي, أن شقيقه, الذي اعتقل ضمن مجموعة "أكديم ازيك", ظهر مجددا, بعد "70 يوما من الاختفاء القسري, بعدما لم تكن لدينا أي معلومات عنه, وكان آخر اتصال له بنا من سجن القنيطرة (شمال الرباط), إلا أنه اتصل بنا مساء الجمعة, من سجن تيفالت 2, وأعلمنا أن حالته الصحية سيئة, وبات يعاني من عدة أمراض مزمنة". ومن بين الأمراض التي أضحى محمد لمين, يعاني منها, حسب تصريح شقيقه, آلام على مستوى الكلى والتبول اللاإرادي وآلام المفاصل والمعدة وضعف البصر, إضافة إلى الغثيان والقيئ المتواصل. ووصف المتحدث سوء الأوضاع التي يتواجد فيها شقيقه, بناء على ما أخبر به لمين عائلته, قائلا: "هو يكابد وضعا صعبا, بسبب سوء التغذية والتعذيب النفسي, إلى جانب وضع وضعه في العزل الانفرادي للسنة الرابعة على التوالي, مع حراسة مشددة عليه, حيث يتواجد 6 حراس أمام زنزانته". وأكد علي هدي, أن إدارة السجون تقابل حقوق شقيقه المشروعة "بكثير من اللامبالاة, وحرمانه من كل الحقوق الأساسية, سواء تعلق الأمر بالحق في العلاج, أو الزيارة العائلية, أو الاتصال بالعالم الخارجي, إضافة إلى عدم السماح له بمغادرة الزنزانة كباقي نزلاء السجن للاستفادة من الفسحة اليومية, ولا حتى إجراء مكالمات هاتفية مع العائلة لما يزيد عن 70 يوما". اقرأ أيضا : الاتحاد العام للعمال الصحراويين يطالب النقابات الدولية بإنقاذ حياة الحقوقية سلطانة خيا وفي السياق, نبه من خطورة الخطة التي ينوي شقيقه الاقدام عليها, بدء من غد الاثنين, والمتمثلة في الشروع في إضراب ثان مفتوح عن الطعام, تعبير عن رفضه لممارسات قوات الاحتلال المغربي, ومطالبة بحقوقه الاساسية المشروعة. وطالب شقيق الأسير المدني الصحراوي, بالإفراج الفوري واللامشروط عن محمد لمين , وأصدقائه الأسرى الصحراويين, مشيرا إلى أن ادارة السجون المغربية أضحت تعامل الأسرى الصحراويين كأعداء بعد أن كانت تعاملهم, حسبه, كانفصاليين, وذلك منذ العدوان المغربي على المدنيين الصحراويين في ثغرة الكركرات غير الشرعية, في 13 نوفمبر 2020, وخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وربط محمد علي, بين ما يعانيه الاسرى الصحراويين في السجون المغربية, وما يعانيه المدنيون والناشطون الصحراويون في الأراضي المحتلة, قائلا: "الأسرى موجودون في سجن صغير ونحن موجودون في سجن كبير". وتابع " الصحراويون في الاراضي المحتلة يعانون, وليسوا بمنأى عن تجاوزات وممارسات قوات القمع المغربية, ففي عاصمة الصحراء الغربية العيون المحتلة, على سبيل الذكر لا الحصر, نحن ممنوعون من الحق في التظاهر السمي, وحق التجمع, وتتم محاصرة منازلنا". وذكر المتحدث أن الناشطة الحقوقية الصحراوية, محفوظة لفقير, تعرضت للاعتداء بمعية زوجها وابنها, من قبل قوات القمع المغربية, أمس السبت, وتمت مداهمة منزلها المحاصر في العيون المحتلة, وتحطيم مستلزماته, عقب اخراجها للعلم الصحراوي من نافذة منزلها. للتذكير, يتواجد الأسرى المدنيون الصحراويون, من مجموعة "أكديم إزيك" في عدة سجون مغربية, بموجب أحكام جائرة وقاسية تتراوح بين 20 سنة والسجن مدى الحياة. وجاءت الأحكام عقب محاكمة جائرة تفتقد لضمانات ومعايير المحاكمة العادلة, جرت أطوارها في مدينة سلا المغربية, بين 26 ديسمبر 2016 و 17 يوليو 2017, بشهادة منظمات دولية وازنة تعنى بحقوق الإنسان ك "هيومن رايس ووتش" و"أمنيستي أنترنسيوتال", على خلفية التفكيك الهمجي لمخيم النازحين الصحراويين شهر نوفمبر 2010, في منطقة أكديم إزيك, شرق مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة.