أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، دميتري بوليانسكي، ان امتناع روسيا عن التصويت، امس الجمعة، على مشروع قرار تبناه مجلس الامن الدولي ويقضي بتمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" عاما إضافيا، جاء بسبب بعض "الغموض" في النص الذي "لا يعكس الحقيقة الموضوعية للاحتلال في الصحراء الغربية". وقال بوليانسكي في أعقاب تصويت المجلس على مشروع القرار بأن امتناع موسكو عن التصويت جاء بسبب "عدم مراعاة ملاحظاتها المبررة و اقتراحاتها ذات الطابع التوافقي خلال المشاورات"، مشيرا إلى تجاهل عدد من المقترحات البناءة المطروحة أيضا من قبل أعضاء آخرين في المجلس. و اوضح الدبلوماسي الروسي: "لهذا السبب لا يعكس مشروع القرار المطروح على التصويت اليوم (أمس الجمعة) الصورة الموضوعية التي تبلورت في التسوية في الصحراء الغربية منذ التصعيد العسكري الذي حدث في نوفمبر 2020 (العدوان المغربي على الكركرات)، ومن غير المرجح أن يساعد مشروع القرار هذا مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الرامية إلى استئناف العملية التفاوضية المباشرة بغية التوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف يتيح لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وفقا لميثاق الأممالمتحدة". و اوضح بوليانسكي أن المشكلة الرئيسية التي لا تزال قائمة تكمن في إدخال عبارات في مشاريع قرارات خاصة بتمديد مهمة "المينورسو" في السنوات الأخيرة تستبدل المعايير المتفق عليها دوليا للتسوية في الصحراء الغربية ب"عبارات عامة عن ضرورة الالتزام بما يسمى أنهج واقعية والموافقة على حلول وسط ما". وحذر نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة من أن "مثل هذه المؤشرات تتسبب في حالة من الغموض وتقوض الثقة بعمل المجلس وتعيق فرص استئناف الحوار المباشر"، معربا عن أسف موسكو إزاء إصرار بعض زملائها على تجاهل هذا الأمر. و أبدى الدبلوماسي التزام روسيا باتباع نهج متوازن ودون أي انحياز إزاء التسوية في الصحراء الغربية، لافتا إلى دعم بلاده للتفاوض المباشر بين المغرب وجبهة البوليساريو. و اشار بوليانسكي إلى ضرورة أن تكون الصيغة النهائية مقبولة للجانب المغربي و "البوليساريو" على حد سواء، مع السماح لشعب الصحراء الغربية بتقرير مصيره، ضمن إطار الإجراءات المتوافقة مع المبادئ والأهداف المطروحة في ميثاق الأممالمتحدة. وشدد بوليانسكي في السياق على أن موقف روسيا خلال التصويت يتوقف حصرا على معارضتها لبعض العبارات في مشروع القرار ويعكس تقييمها لعمل معدي هذه الوثيقة، مبديا دعم موسكو الثابت لبعثة "المينورسو" و دور البعثة الأممية الرئيسي في استقرار الوضع على الأرض من خلال تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار وتقديم العملية السلمية. وتعهد الدبلوماسي بأن روسيا ستظل "لاعبا غير منحاز" في التسوية وستبقى على تواصل مع كافة الأطراف الإقليمية لا سيما ضمن إطار "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية". و اضاف قائلا : "ندعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن خطوات و إعلانات أحادية الجانب سمعناها اليوم على وجه الخصوص ومن شأنها إعاقة استئناف الحوار السياسي الجوهري".