الشهيد الحافظ (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - أكد رئيس الهلال الأحمر الصحراوي, يحيى بوحبيني, اليوم الأحد, أنه لا يمكن مطلقا فصل الجوانب الإنسانية عن الجوانب السياسية, فيما يتعلق بالقضية الصحراوية, لأن النزاع سياسي لكنه خلف معاناة ومأساة إنسانية. و أوضح يحيى بوحبيني, لدى زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية, ستافان دي ميستورا, اليوم الأحد, مقر الهلال الأحمر الصحراوي بولاية الشهيد الحافظ بوجمعة (الرابوني), في مخيمات اللاجئين الصحراويين, أنه "لا يمكن فصل الجوانب الإنسانية عن الجوانب السياسية, كون الأمر يتعلق بنزاع سياسي خلف معاناة إنسانية على مدار 45 سنة". وتلقى دي ميستورا عرضا مفصلا وشروحات من قبل يحيى بوحبيني حول أوضاع اللاجئين الصحراويين, و أكد له أن "الصحراويين يؤمنون ايمانا قاطعا أنه ليس هناك حل انساني لأزمة سياسية, و أن المساعدات الإنسانية هي نوع من تضميد وتخفيف الألم والجراح لا اكثر ولا اقل". وفي السياق, طالب بوحبيني من دي ميستورا "البحث عن المضادات الحيوية التي تقضي على فيروس الاحتلال", في إشارة ضمنية الى الحلول الواجب تقديمها لوضع حد لمعاناة الصحراويين المتواصلة نتيجة للاحتلال المغربي لأراضيهم. وذكر رئيس الهلال الأحمر الصحراوي بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, سبق له و أن كان مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, وقام في 2009 بزيارة لمخيمات اللاجئين, وأنه وقتها قال إنه "لا يستطيع الا محاولة تخفيف المعاناة وتقديم مهدئات, و أن الحل بيد السياسيين, لكن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة قاربت على الانقضاء وستبدأ عهدة جديدة, إلا أننا لم نجد شيئا". ولم يخف يحيى بوحبيني أن "الوضع كان هشا في السابق بالمخيمات, ولكنه الآن أكثر هشاشة, بسبب مضاعفات جائحة كورونا, وما انجر عنه من اغلاق وتوقيف الكثير من الأنشطة, إلى جانب الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ 4 سنوات وقضى على الكثير من المواشي التي كان يعتمد عليها اللاجئون الصحراويون وسكان المناطق المحررة". و أضاف أن عودة الحرب عقب العدوان المغربي على مدنيين صحراويين عزل بالمنطقة العازلة للكركرات في 13 نوفمبر 2020, تسببت في "تشريد الكثير من العائلات التي كانت تقطن في المناطق المحررة", مشيرا الى أن الأخيرة لها احتياجات إنسانية كبيرة جدا. و أعلم بوحبيني في حديثه الى دي ميستورا أن "هناك نقصا شديدا في المساعدات الانسانية حاليا, خاصة في المواد الغذائية الأساسية نتيجة نقص التمويل لدى وكالات الأممالمتحدة". ونبه بوحبيني, المبعوث الأممي الشخصي أنه "إذا كان قد أتى و أكد انه جاء للاستماع للسياسيين, فنحن نحتاج الى فعل وليس مجرد الاستماع, لأن العمل الإنساني لا يحتاج الى اتفاق بين طرفي النزاع ولا يحتاج الى اصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي". وعلى صعيد ذي صلة, ثمن يحيى بوحبيني "ما تقوم به الجزائر, خاصة في مثل هذه الظروف, كونها دعمت المخزون الاستعجالي بمعظم المواد الأساسية التي تغطي احتياجات شهرين, في انتظار ان تجد الأممالمتحدة ووكالاتها التمويل الكافي للقيام بهذا الواجب الإنساني". من جهته, وعد الدبلوماسي الإيطالي-السويدي بتسجيل كل الانشغالات والاحتياجات الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تقريره الذي سيرفعه للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقام دي ميستورا بجولة في مقر الهلال الأحمر الصحراوي وتفقد مخزون المساعدات الإنسانية من مواد غذائية أساسية.