افتتح اليوم الاثنين بالمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط -دار مصطفى باشا- بالجزائر العاصمة معرض بعنوان "البحرية الجزائرية في الفترة العثمانية من خلال الوثائق الأرشيفية"، يكشف للزائر تاريخ و إنجازات البحرية الجزائرية وأهم قادتها ومعاركها ومعاهداتها مع أقوى الدول في العالم حينها. وسيتمكن زوار المعرض الذي بادر بتنظيمه المتحف العمومي الوطني البحري، في اطار إحياء شهر التراث (18 أبريل -18 مايو)، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "تراثنا اللامادي، هوية وأصالة"، من اكتشاف مخزون هام من الوثائق الأرشيفية النادرة ترجع للفترة العثمانية بالجزائر، من القرن السادس عشر وإلى القرن التاسع عشر، ويضم العديد من الوثائق والخرائط والصور والمؤلفات التي تخلد أبرز انتصارات البحرية الجزائرية ومعاركها و ألمع قادة أسطولها الذين سيطروا على مختلف منافذ البحر الأبيض المتوسط في تلك الفترة. و يضم هذا المعرض بعض المخطوطات على غرار رسالة موجهة من حسن باشا حاكم ايالة الجزائر للسلطان العثماني سليم 3، وتقرير يتضمن خسائر الإنجليز أمام الأسطول الجزائري، وآخر يتضمن أمر السلطان محمود الثاني بالاستجابة لمطالب الجزائر بالنسبة للجند والاعتراف بقيمتها الكبيرة، إلى جانب مخطوطات تروي وقائع حربية منها معركة العلج علي ضد الإسبان. وتسلط المخطوطات الضوء على اوضاع حرب ايالة الجزائر مع اسبانيا و اخبار الصلح والحرب مع الدانمارك وفرنسا وأمريكا وانجلترا، بالإضافة إلى صور وخرائط حول حملة شارلوكان على مدينة الجزائر سنة 1541، و مخطط حملة اسبانية على ايالة الجزائر 1748، وكذا مخطط قصف ايالة الجزائر من طرف الأميرال نيال سنة 1824 حيث كانت المدينة آنذاك مطمع جميع القوى الغربية. و يخصص المعرض جزء يتضمن اهم المعاهدات الدولية التي أبرمتها ايالة الجزائر مع اكبر الدول ومنها معاهدات الصلح والسلام مع هولاندا و أمريكا وألمانيا وفرنسا وغيرها. كما أفرد المعرض جانب لأهم السفن الحربية التي شكلت الأسطول البحري حينها فضلا على جانب يستعرض صور مشاهير رياس البحرية الجزائرية بدءا الأخوين عروج وخير الدين، إلى جانب الرايس سيد علي الجزائري قائد أسطول الجزائر، مراد رايس، حسان ميزوموتو، الرايس حميدو، العلج علي، مصطفى رايس وعلي بتشين. وفي هذا الصدد أشارت مديرة المتحف العمومي البحري، الدكتورة مقراني بوكاري آمال، في تصريح لواج، أن المعرض الذي سيتواصل لغاية 18 مايو المقبل يندرج ضمن برنامج الاحتفال بشهر التراث، وتم تنظيمه بالتعاون مع المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بهدف إبراز التاريخ العريق للبحرية الجزائرية في الفترة العثمانية. حيث "ساهمت في الحفاظ على الأمن والاستقرار" على مستوى البحر الأبيض المتوسط، و كانت البحرية الجزائرية "تمنح تراخيص لتسيير الملاحة الدولية تسمح بمرور مختلف السفن التجارية وبموجبها تتعهد بحمايتها و الدفاع عنها". وأشارت ذات المصدر أنه تم انتقاء من طرف باحثي المتحف هذه المجموعة الثرية من الوثائق الأرشيفية من مخطوطات وصور وخرائط من المخزون الخاص بمؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري بهدف تعريف الزوار بكفاءة وقوة البحرية الجزائرية خلال تلك الفترة و اهم المعاهدات الدولية مبرزة أن "أبواب المتحف العمومي الوطني البحري ستفتح أمام الزوار وبالمجان طيلة شهر التراث لاكتشاف موقع المتحف بقبو خير الدين و كذا اللقى الأثرية المعروضة". من جهتها، أشارت مديرة المتحف الوطني للمنمنمات وفن الخط، ركاب نجاة هجيرة لواج أن "المعرض يقدم بأسلوب متقن هذه النسخ الارشيفية على الدعامات ما يسمح للزائر الحصول على معلومات وافية عن تلك الفترة كما يتيح اكتشاف مخطوطات و معاهدات دولية مكتوبة بالخط الديواني"، مشيرة إلى "تنظيم معرض وطني لفن الزخرفة ضمن نشاطات شهر التراث وذلك يوم 18 مايو القادم تزامنا واليوم العالمي للمتاحف".