صنع مساء يوم الأحد العرض الكوريغرافي "جزائرنا" الفرجة وسط جمهور دار الثقافة هواري بومدين بسطيف الذي استمتع بمشاهد تروي أحداثا من الثورة التحررية المجيدة و ذلك في إطار الاحتفال باليوم الوطني للذاكرة المصادف هذا العام للذكرى ال77 لمجازر 8 ماي 1945. و قد بعث العرض الكوريغرافي "جزائرنا" الذي قامت بتأليفه و إخراجه فاطمة الزهراء ناموس الإحساس بالوطنية و الحماس و الفخر و الاعتزاز بتاريخ بلد قدم 1 مليون و نصف مليون شهيد لاسترجاع استقلاله و سيادته الوطنية و ذلك من خلال لوحات كوريغرافية جد معبرة عن شجاعة و صمود و معاناة الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية المجيدة. و أدى في هذا الإطار 35 راقصا من الجنسين من البالي الوطني دار أوبرا بوعلام بسايح (الجزائر العاصمة) من خلال حركات جسدية و رقصات متنوعة و متناسقة على وقع الموسيقى و الأناشيد الوطنية لوحات فنية متنوعة استهلت بمشهد لطلبة و هم يغادرون مقاعد الدراسة على وقع طلقات نيران عساكر الاستعمار الفرنسي. و بحضور جمهور غفير من المواطنين بمختلف شرائحهم و أعمارهم تمكن الراقصون و الراقصات الذين أبدعوا في صنع مشاهد حماسية عبر لغة الجسد من إيصال رسالة واضحة و معبرة عن التضحيات التي قدمها شباب الجزائر الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني آنذاك ما جعل الجمهور يتفاعل على وقع زغاريد النساء الحاضرات. و عقب العرض، صرح أحد مؤطري بالي أوبرا الجزائر نور الدين قدور لوأج بأن عرض هذه الملحمة الوطنية اليوم بولاية سطيف "يعد الأول خارج الجزائر العاصمة "، لافتا إلى أن " تقديم هذا العرض الكوريغرافي سيتواصل عبر عدد من ولايات الوطن" . و يندرج تنظيم هذا العرض الفني في إطار الاحتفال المزدوج باليوم الوطني للذاكرة و إحياء الذكرى 77 لمجازر8 ماي 1945، حسبما ذكره من جهته مدير الثقافة و الفنون بالولاية، وليد بن بريك. قبل ذلك تابعت سلطات الولاية المدنية و العسكرية شريطا وثائقيا بعنوان "كيف ننسى" لمعده و مخرجه نور الدين معيوف يختزل فيه أحداث 8 ماي 1945 في مدة 37 دقيقة من خلال شهادات حية لمن عايشوا تلك الاحداث الرهيبة من مختلف مناطق الوطن على غرار محمد الشريف جنادي البالغ من العمر 101 سنة و المجاهد الراحل لمنور لقروج و غيرهما . كما تم عرض فيديو مشروع تكوين المرشدين في السياحة التاريخية (قافلة الذاكرة) يختزل زيارة 46 شابا من منتسبي دور الشباب لولاية سطيف لمختلف المواقع التاريخية عبر الوطن و ذلك عبر 3 مراحل إلى شرق و غرب و جنوب البلاد من تأطير مديرية الشباب و الرياضة و ذلك بهدف غرس روح الوطنية و الوقوف على مآثر الأبطال الذين حرروا الوطن، حسبما أكده لوأج المسؤول على قافلة الذاكرة بولاية سطيف، رشيد بن عرعور. كما عرفت الاحتفالات المخلدة للذكرى 77 لمجازر 8 مايو 2022 تنظيم عديد النشاطات على غرار مسيرة الوفاء و وضع باقة من الزهور بكل من النصب التذكاري الشهيد سعال بوزيد و بمقبرة سيدي السعيد يحيى بوعروة بوسط المدينة). و تم بالمناسبة كذلك تدشين ثانوية بحي 1014 سكنا و إطلاق عليها اسم مفدي زكريا و تكريم عناصر من أفراد الأسرة الثورية.