يواصل حزب "النهج الديمقراطي" المغربي، الأحد، لليوم الثاني على التوالي عقد مؤتمره الخامس بالرباط، رغم رفض السلطات المخزنية منحه فضاء عموميا، وفق ما تنص عليه القوانين. وأصر الحزب، الذي يعاني من تضييق كبير بسبب مناهضة سياسات نظام المخزن، على تنظيم مؤتمره، رغم القمع الوحشي الذي تعرض له من قبل القوات العمومية يوم الإثنين الماضي، اثر استخدام "العنف غير المبرر" في فض وقفة احتجاجية نظمها أمام مقر وزارة الداخلية في العاصمة الرباط من أجل تمكينه من عقد مؤتمره في فضاءات عمومية. وكانت 20 هيئة حقوقية وعشرات الشخصيات الوطنية الوازنة في المغرب، و التي أسست "التنسيقية الوطنية للدفاع عن الحق في التنظيم والتجمع السلمي"، قد نظمت وقفة احتجاجية أمام البرلمان بالعاصمة الرباط تضامنا مع الحزب، و تنديدا بما يتعرض له. وأصدرت الكتابة الوطنية "للنهج الديمقراطي" بيانا عقب ما تعرضت له الوقفة السلمية التي حاول الحزب تنظيمها تنديدا بحرمانه من حقه في عقد مؤتمره الوطني الخامس، حيث أدانت فيه "القمع الشرس والمتوحش الذي نفذته قوى القمع وخلف إصابات في صفوف مناضلات ومناضلي الحزب"، مشددة على أن ذلك "يؤكد تمادي النظام المخزني في الإجهاز على كافة الحقوق والحريات وتغول الدولة البوليسية". وأعلنت تشبثها بعقد مؤتمرها في وقته، و أنها لن تخضع أو تستسلم لإرادة المخزن، وأنها مصرة على الاستمرار في النضال إلى جانب كافة المضطهدين والكادحين والكادحات من خلال بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين. واستطردت : "إن الدولة المخزنية لا تكتفي بهضم الحريات وقمع المناضلات والمناضلين المدافعين عن القضايا العادلة للشعب المغربي بل تجر الشعب المغربي لبراثن الصهيونية عبر التحالف العسكري والاقتصادي والثقافي مع الكيان الصهيوني". وعبرت عدة منظمات وأحزاب من مختلف دول العالم عن تضامنها مع حزب "النهج الديمقراطي" و بعثت له برسائل تهنئة، بمناسبة نجاحه في تنظيم مؤتمره الخامس، رغم "المنع و التضييق و القمع" الذي تمارسه بحقه السلطات المخزنية. وقال حزب العمال التونسي في رسالة الى "النهج الديمقراطي"، نشرها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" : "نوجه لكم عبارات التهنئة لانطلاق اشغال مؤتمركم، رغم المنع التعسفي (للمخزن) الذي يصادر حرية الشعب المغربي وقواه التقدمية". وأضاف أن "اصراركم وتحديكم وجرأتكم ستكون الصخرة التي تتكسر عليها كل منظومة الاستغلال والاستبداد (...)"، مجددا إدانته بعدم تمكين الحزب من قاعة عمومية لعقد مؤتمره الخامس. وخلال اليوم الثاني من اشغال المؤتمر الذي يستمر الى غاية الاثنين، صادق المؤتمر على تسمية الحزب ب"حزب النهج الديمقراطي العمالي"، كما انتخب اللجنة المركزية المكونة من 81 عضوا.