أكد أستاذ تسوية النزاعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأممالمتحدة سابقا، المغربي محمد الشرقاوي، أنه لا يمكن لأي مراقب مستقل أن يتجاهل دلالة ما يروج حاليا من "الهاشتاغات المليونية" التي تطالب الوزير الأول المغربي عزيز أخنوش بالرحيل. و في مقال له على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك", تحت عنوان "أخنوش والعلمي: من ديمقراطية الخطاب إلى ديمقراطية الانتهازية!", أوضح محمد الشرقاوي انه "إذا اعتمدنا أدوات قياس الرأي العام في الدول الديمقراطية, يكون أي هاشتاغ مليوني بمثابة نذير فشل على مكانة الحزب وزعيمه". و أبرز الخبير المغربي انه بعد مرور نحو عام تقريبا على ذكرى الانتخابات العامة التي فاز فيها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز اخنوش, فإن الدعوات الشعبية تتعالى اليوم للمحاسبة, كما تتنامى الأسئلة الملحة بين المغاربة بشأن "الحصيلة الصافية" للأداء السياسي والاقتصادي والتشريعي لحكومة يقودها أخنوش, و برلمان يترأسه رشيد الطالبي العلمي دون مزايدات أو انتقاص أو معارك ايديولوجية. و بحسب الشرقاوي, فإن "فترة 11 شهرا في عمر أي حكومة في العالم كافية لاستخلاص النتائج وقياس الفارق بين بريق التسويق السياسي خلال الحملة الانتخابية والإنجاز الفعلي في إدارة الحياة العامة", مؤكدا انه لا ينبغي لوم أي ناشط أو أي مواطن آخر على التعبير عن خيبة الأمل, بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة العجز في القدرة الشرائية لديهم. و ذكر في هذا الاطار الى أن سعر البنزين بلغ 18 درهما (1.80 دولارا) وقفز سعر لتر "الغازوال" إلى 16.43 درهما (1.64 دولارا) مؤخرا. كما ابرز ذات المتحدث أن "تضارب المصالح بدعة سياسية وقانونية محرمة في ظل الأعراف الدستورية الرصينة, لأن المسؤول يخدم مصالحه الشخصية بالتوازي مع تصريف مسؤولية العمل الرسمية, وغالبا ما يكون لهذا التداخل تداعيات قانونية, لذلك حسمت الأنظمة الديمقراطية أمرها باكرا بمنع الجمع بين المال والسلطة", وهو ما لا يوجد في المغرب. و يستغرب الخبير الدولي, كيف يتفادى أخنوش والمسؤولون المغاربة ما توصلت إليه المندوبية المسؤولة عن الإحصاء والتخطيط بأن "الوضع الراهن عطل الإنتاج والاستهلاك, ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية". و الاخطر, يضيف الشرقاوي, "أن مستوى التضخم في المغرب يصل إلى عتبة استثنائية بنسبة 4.9 في المائة هذا العام, وهو ما ينبغي أن يؤثر بشدة على القوة الشرائية وعلى ربح بعض القطاعات الإنتاجية". و لفت في السياق الى أنه رغم أن أزمة الأسعار تتصاعد, و القدرة الشرائية لدى المغاربة تنهار, فإن "أخنوش والعلمي يتمسكان بمناطحة الواقع, ولا يبدو أنهما يستوعبان فحوى الرسالة الشعبية, لتظل الجباية الأخنوشية أمرا قائما لا محيد عنه (...), رغم هتاف المحتجين وجحيم المحتاجين وصرخاتهم المتكررة". و في الاخير, خلص استاذ تسوية النزاعات الدولية المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية الى أنه "إذا ظلت أسعار الوقود و تدهور القوة الشرائية للمغاربة, كما هو الحال, وفي ظل مضاعفات حقبة كورونا و الأزمة الروسية-الأوكرانية وشبح المجاعة, فإن اخنوش يظل جزء من المشكل, ولا يساهم في إيجاد الحل".