يواصل نظام المخزن تطبيعه مع الكيان الصهيوني, مستخدما مسميات واهية وطرقا ملتوية لمخادعة شعبه والتغطية على هذه الجريمة التي يواصل مناهضوها انتفاضتهم ضد ما أسموه "سياسة المخزن المدمرة للشعب وللمملكة". ويواجه نظام المخزن, الذي سمح للصهاينة بالعبث بمقومات الشعب المغربي ورهن سيادة البلد للكيان المحتل, موجات غضب شديدة مناهضة لسياسته التخريبية ومطالبة بوضع حد لها. فبعد أن اغرقت سياسات هذا النظام أبناء الشعب المغربي في معاناة اجتماعية واقتصادية فجرت انتفاضة عارمة للمطالبة بالعيش الكريم, جاءت معضلة التطبيع لتفتح جبهة اخرى من الصراع بين الشعب والنظام الذي يحاول جاهدا استعمال مسميات واهية لتبرير جريمته بحق الفلسطينيين وقضيتهم. ولازال مناهضو التطبيع بالمملكة على عهدهم حتى اسقاط هذا الزحف الصهيوني على بلدهم, ووقف اندفاع النظام المخزني في تعميم التطبيع على كافة المجالات ومنها مجال التعليم وما يمثل ذلك من خطورة على الشباب. هذا ما حذرت منه الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع التي نبهت الى أن التطبيع بالمغرب بات ينتقل "كالوباء", ليبسط نفوذه على جميع مناحي الحياة, "من المستوى السياسي إلى المستوى العسكري والإعلامي والرياضي والفني والثقافي والتربوي, وهذا هو الأخطر". وقالت الجبهة المغربية -في بيان لها تزامنا مع اليوم العالمي للمدرس- أن التطبيع التربوي "يحاول اليوم أن يمتد كالأخطبوط إلى عقول ووجدان الناشئة والشباب, ويخترق مختلف البرامج والمقررات الدراسية لكل أسلاك التعليم", داعية الاسرة التعليمية إلى مناهضة كل أشكال التطبيع, وحماية عقول الناشئة, والاستمرار في دعم القضية الفلسطينية عبر الأنشطة التربوية والثقافية والفنية, وحمايتهم مما يهدد العقول والقلوب من أفكار مسمومة وهدامة ومتفسخة واستعمارية صهيونية. كما حذر مناهضو التطبيع من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية, بواسطة أندية "التسامح والتعايش" غرضها غسل الأدمغة, وهيمنة المكون اليهودي الصهيوني بالتدريج. وأبرز بيان الجبهة, ضرورة التضامن المطلق واللامشروط مع الشعب الفلسطيني, فيما يتعرض له يوميا من تقتيل واعتقال وتشريد وهدم للمنازل والمدارس, وإطلاق الرصاص على الأطفال العزل أمام مرأى العالم. دعوات لرص الصفوف وتوحيد الجهود ضد خطر الاختراق الصهيوني ويشهد المغرب غضبا عارما ازاء هرولة نظام المخزن نحو التطبيع, متجاهلا ارادة الشعب وواضعا أمن واستقرار المنطقة على المحك, "مما يتطلب رص الصفوف وتوحيد الجهود" للتصدي لخطر الاختراق الصهيوني. وفي هذا الصدد, حمل المرصد المغربي لمناهضة التطبيع, الحكومة المغربية بكل قطاعاتها مسؤولية "إهانة المغاربة" والامعان في ذلك عبر التمادي في سياسة التطبيع. من جانبه, عبر قطاع التربية و التعليم لجماعة العدل والاحسان المغربية عن "رفضه لكل محاولات التطبيع التربوي والتعليمي مع الكيان الصهيوني, ومع الأفكار الشاذة والهادفة إلى بث السموم في عقول أبناء الشعب المغربي الأصيل والنيل من منظومته الأخلاقية والقيمية". و استنكر القطاع التربوي, في بيان له بمناسبة الدخول المدرسي لهذا الموسم "ظهور محاولات حثيثة لاستغلال المدرسة المغربية, ومن خلالها الانفراد بأبناء وبنات المغاربة لمأسسة التطبيع مع الكيان الصهيوني وللترويج لأفكار وسلوكات شاذة غريبة عن قيم وهوية المجتمع المغربي الأصيل". وللتصدي للتهديدات التي تتربص بالجامعة بالمملكة جراء التطبيع مع الكيان الصهيوني, دعا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب, كل مكونات الجامعة المغربية دون استثناء إلى تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن ما تبقى من مقومات الجامعة في البلاد, وما تبقى من كرامة الطالب وكل المتضررين من السياسات المخزنية التخريبية, كما دعا إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود دفاعا عن الجامعة من "تسونامي" التطبيع و خطر الاختراق الصهيوني. و قالت الكتابة الوطنية لاتحاد طلبة المغرب في بيان لها إن "الجامعة المغربية تشهد استمرار تسونامي التطبيع", والذي كان آخره توقيع رئيس جامعة تيطوان على اتفاقية مع جامعة صهيونية والتي جاءت بعد سلسة من الخطوات التطبيعية التي سقطت فيها مجموعة من المؤسسات الجامعية, خاصة بعدما سارع وزير التعليم العالي نفسه لتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة تعليمية صهيونية. ونبه الاتحاد الى ان هذا "يبرز حجم السعي إلى اختراق نخب الجامعة لتوظيفها وتطويعها في الاتجاه الذي يخدم مصلحة الكيان الغاصب".