حملت جماعة "العدل و الاحسان" المغربية, الدولة المخزنية المسؤولية الكاملة عن تزايد ضحايا الهجرة غير الشرعية في صفوف الشباب المغربي , داعية كل الفعاليات الشبابية لرص الصفوف في إطار جبهة موحدة ضد الفساد و احتكار الثروات. وعبرت شبيبة "العدل و الاحسان" في بيان لها, تحت عنوان "نزيف الهجرة السرية مستمر", عن بالغ الحزن و الأسى لنبأ وفاة 13 شابا وشابة, إثر غرق قارب للهجرة غير الشرعية, كان على متنه أزيد من 40 شخصا قبالة شواطئ مير اللفت, بإقليم سيدي إفني (وسط المملكة). وتضاف هذه المأساة, وفق البيان, "لفواجع سابقة راح ضحيتها كثير من الشباب, الذين دفعتهم سياسية التهميش والتفقير الممنهج إلى ركوب مخاطر البحر بحثا عن الكرامة". وحملت شبيبة "العدل و الاحسان", الدولة المخزنية "المسؤولية كاملة عن تزايد عدد ضحايا الهجرة السرية, نتيجة الأوضاع الاجتماعية المزرية وغياب رؤية استراتيجية ومشاريع تنموية تحفظ للشباب سبل العيش الكريم". و إذ تستنكر شبيبة "العدل و الاحسان" الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشباب المغربي, فإنها "تدعو كل الفعاليات الشبابية لرص الصفوف في إطار جبهة موحدة ضد الفساد و احتكار الثروات". وتم انتشال جثث 13 مهاجرا بينهم امرأة, و إنقاذ 24 آخرين ولا يزال ثمانية أشخاص في عداد المفقودين, بعد انقلاب قارب كان يقل 45 شخصا يوم الجمعة الفارط, أثناء محاولة الهجرة باتجاه السواحل الأوروبية. ووقع الحادث قبالة سواحل مدينة مير اللفت الساحلية, حيث تنطلق قوارب الهجرة إلى جزر لاس بالماس الإسبانية في أرخبيل جزر الكناري. وحسب الصحافة المحلية, كان القارب "انقلب بعد أقل من 10 دقائق من انطلاقه جراء اصطدامه بصخور". و ارتفعت محاولات العبور من المغرب باتجاه جزر الكناري أو جزر البليار, إضافة إلى جيبي سبتة ومليلية الاسبانيين. ولا تخلو عمليات العبور الخطيرة من الحوادث المأساوية. و الثلاثاء الفارط, استقبل ساحل مدينة آسفي المغربية ضحايا قارب للهجرة غير الشرعية انطلق من ساحل مدينة طانطان, محملا ب30 مغربيا, أغلبهم من إقليم قلعة السراغنة, كانوا ينوون الهجرة نحو جزر الكناري, الا أنهم فشلوا في بلوغ هدفهم بعدما قضوا أزيد من 15 يوما في عرض المحيط الأطلسي, ما أدى إلى وفاة 21 منهم, ونجا 5 آخرين, بينما لا يزال البقية في عداد المفقودين. و سبق و أن حملت شبيبة "العدل والإحسان", الدولة المخزنية, المسؤولية الكاملة عن تزايد عدد ضحايا الهجرة غير الشرعية في صفوف الشباب المغربي, نتيجة التهميش والتفقير وغياب مشاريع تنموية تساهم في خلق مناصب الشغل وحفظ كرامة المواطن, و ذلك على خلفية وفاة 21 شابا ينحدرون من مدينة قلعة السراغنة. من جهته, كشف نبيل أندلوسي, فاعل مدني من الحسيمة, في تصريحات اعلامية, أن ظاهرة الهجرة السرية لشباب الريف عادت بقوة بسبب "الوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي باتت تعرفها المنطقة, وتفشي البطالة وسلسلة الاعتقالات التي شملت عددا من الشباب بعد الحراك, الأمر الذي خلق عزلة شعورية لدى هؤلاء مع مؤسسات المملكة". بدوره, ندد الحزب الاشتراكي الموحد بإقليم قلعة السراغنة, ب"الاختيارات الحكومية الفاشلة التي لم تنتج غير الفقر والعوز والبطالة وفقدان الآمال", الأمر الذي دفع بالشباب الى احتضان أمواج الموت بحثا عن الحلم الضائع في الضفة الأوروبية.