رفع القضاء المخزني, ليلة امس الاثنين, العقوبة السجنية بحق 8 مهاجرين افارقة تم اعتقالهم على خلفية مأساة "الجمعة الاسود" على الحدود المغربية-الاسبانية يوم 24 يونيو الفارط, الى احكام قاسية تتراوح بين 3 و 4 سنوات. و افادت الجمعية المغربية لحقوق الانسان-فرع الناظور بأن استئنافية محكمة الناظور رفعت العقوبة السجنية بحق ثلاثة مهاجرين افارقة الى 4 سنوات, و 3 سنوات سجنا ضد 5 مهاجرين آخرين. كما قضت الغرفة الجنائية بالمحكمة الابتدائية للناظور, تضيف الجمعية, بحبس 7 مهاجرين أفارقة موقوفين على خلفية مأساة 24 يونيو الماضي لمدة تتراوح بين 2 و 3 سنوات, وذلك خلال محاولة قرابة 2000 منهم اجتياز السياج نحو جيب مليلية الاسباني. وليست هذه هي المرة الاولى التي يشدد فيها القضاء المخزني العقوبة السجنية بحق المهاجرين الافارقة, حيث رفعت "استئنافية الناظور", شهر يناير الماضي, العقوبة السجنية بحق 11 سودانيا و تشاديين اثنين من سنتين ونصف الى 3 سنوات. وخلال شهر أكتوبر المنصرم, شددت المحكمة ذاتها العقوبة الحبسية بحق مجموعة من المهاجرين المتابعين, من 11 شهرا حبسا نافذا وغرامة 500 درهم, إلى ثلاث سنوات حبسا نافذا و500 درهم غرامة. ويواصل النظام المخزني جرائمه بحق المهاجرين الافارقة, بتشديد الاحكام القضائية وتكثيف المطاردات البوليسية في الشوارع و حرمانهم من ابسط الحقوق في وقت تتعالى فيه المناشدات الحقوقية المحلية والدولية, بضرورة احترام حقوق الانسان فيما يخص هذه القضية و إطلاق سراحهم و اجراء تحقيق شفاف ونزيه حول المأساة التي لاقت تنديدا دوليا واسعا. كما يأتي رفع سنوات السجن بعد التقرير الأسود الذي قدمته الجمعية المغربية لحقوق الانسان منذ أيام حول "الخروقات الجسيمة" و "الانتهاكات الخطيرة" التي عرفتها "المحاكمات الجائرة" التي أقامها المخزن بحق طالبي اللجوء الأفارقة المعتقلين على خلفية هذه المأساة. جدير بالذكر أن معاناة المهاجرين الافارقة لا تتوقف عند المعتقلين منهم فقط, حيث افاد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة أن الآلاف من اللاجئين الأفارقة المتواجدين بالمغرب قرروا الأسابيع الاخيرة العودة الطوعية الى بلدانهم الاصلية, فرارا من بطش القوات المخزنية التي صعدت من ممارساتها القمعية بحقهم منذ 24 يونيو المنصرم. ونظم المهاجرون الأفارقة بالمغرب في الآونة الاخيرة عدة وقفات احتجاجية أمام منظمة اللاجئين بالعاصمة الرباط, عبروا من خلالها عن صدمتهم مما يحدث لهم في المملكة على يد قوات الأمن المخزنية, مؤكدين انهم يعيشون في "رعب" ولم تعد تحميهم حتى أوراق اللجوء, بعد أن اصبحت الشرطة المغربية تطاردهم في كل مكان.