أكدت الطبقة السياسية في المغرب اليوم الخميس أن حكومة عزيز أخنوش, "التي لا تحظى بشرعية انتخابية", باتت تغطي على فشلها الاقتصادي بإعادة بعث برامج بالية, مغيبة من جهة اخرى الجانب السياسي والديمقراطي, وهو ما اعتبرته "امرا خطيرا" ينخر الاسس التي يمكن ان يبنى عليها أي مشروع إصلاحي. وخلال ندوة لتحليل الواقع السياسي والاقتصادي بالمغرب, قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية, محمد نبيل بنعبد الله, إن اثنين من الملفات بالمغرب باتا "من المقدسات" والكل ممنوع من الحديث عنهما أو مراقبتهما, وهما المحروقات وما يسمى "المخطط الأخضر". و انتقد بنعبد الله منع الحكومة, الأحزاب السياسية من مراقبة شركات المحروقات أو تقييم "المخطط الأخضر" الذي يقف وراءه رئيس الحكومة الحالي, عزيز أخنوش. المتحدث كشف أيضا أن أحزاب المعارضة باتت ممنوعة من مناقشة أو تقييم أو التعرف على ما يقع في ما يسمى "المخطط الأخضر", مؤكدا أن جوانب من هذه الخطة الفلاحية, خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي للمملكة وضمان تزويد الأسواق المغربية بالمواد الأساسية, تواجهها مشاكل وتحديات. كما ذكر المسؤول الحزبي أن الأرباح الحقيقية لشركات المحروقات باتت تتجاوز حاليا ال50 مليار درهم (حوالي 5ر4 مليار يورو), وهذا "على حساب المواطن البسيط الذي يدفع ثمن ذلك". وتأسف المتحدث كون حكومة اخنوش "تصرح أنها من أصحاب الأفعال وليس الأقوال, غير ان الواقع عكس ذلك", مؤكدا ان الحكومة فشلت في رفع النمو الاقتصادي واستحداث مليون منصب شغل, بالإضافة إلى رفع نسبة العمل لدى فئة النساء وتوسيع الطبقة الوسطى, وتقليص الفجوة بين التفاوت الطبقي, "وهو واقع يثبت فشلها في تحقيق دينامية حقيقية". و أضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الحكومة الحالية "تغيب الجانب السياسي والديمقراطي", ما يجعل المشهد السياسي "ضعيفا جدا", مشيرا إلى أن "الحكومة لا تستوعب أنه لا يوجد إصلاح بدون تعبئة اجتماعية من أجل الانخراط في الإصلاح والاقتناع به". وخلص المتحدث إلى أن "الحكومة تخشى أيضا الإقتراب من الموضوع المرتبط بالمشهد السياسي وكذا ضرورة توسيع فضاء الحريات وصيانة حرية التعبير والصحافة وإلى ما غير ذلك ونحن نعلم كيف يتم التعامل مع هاته الفضاءات". أما رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية, إدريس الأزمي الإدريسي, فقد أكد في مداخلته على أن تشكيلته السياسية "لن يسكتها رئيس الحكومة عزيز أخنوش ولا الذين يدفع بهم إلى الأمام للحديث نيابة عنه". ومن مشاكل الحكومة الحالية, يقول المتحدث, أن رئيسها أخنوش "يعتقد أنه جاء بفضل انتخابات سبتمبر 2021, ويظن أنه فعل ذلك بسواعده, ويظن أن الملايين الخمسة من الأصوات التي منحت له حصل عليها بجهده و اجتهاده", مذكرا بانتخابات بني ملال الأخيرة و "رائحة الأموال التي ما تزال قائمة فيها". وعليه, يقول الأزمي, "ليس لأخنوش أي شرعية انتخابية".