أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، أن القيم الإنسانية التي دافعت عنها الثورة التحريرية المجيدة، جعلت من الجزائر "مرجعا" للدفاع عن القضايا العادلة في العالم. و في حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) عشية إحياء الذكرى ال69 اندلاع الثورة التحريرية, قال السيد ربيقة بأن "ثورتنا المجيدة التي نستحضر ذكراها هذا العام بشعار +ثورة الأبطال وعهد الرجال+ هي محطة عظيمة بكل أبعادها و دلالاتها و رمزيتها, وهي الحدث التاريخي لكفاح أمة قاومت و ناضلت في سبيل الحفاظ على كيانها وشخصيتها الوطنية وقيمها الروحية و مقوماتها الحضارية". و أكد أن القيم الانسانية التي "دافعت عنها ثورتنا التحريرية المجيدة, مثلت مصدر إلهام لكل الضمائر الحية والشعوب الحرة في العالم, لدرجة أن الجزائر أصبحت مرجعا للدفاع عن القضايا العادلة في العالم وموطنا لحقوق الانسان, كما مثلت تجربة حاسمة لتحرر الشعوب العربية والاسلامية". و في هذا السياق, ذكر الوزير بالمواقف الثابتة للسياسة الخارجية للجزائر في دعمها اللامشروط ومناصرتها للشعوب المضطهدة, على غرار الشعب الفلسطيني, الذي يشهد يوميا "عمليات التصفية الجسدية والإبادة الجماعية في صورة --كما قال-- لم يشهد لها العالم مثيلا في البشاعة والهمجية, تترجم بحق معاناة وآلام الشعب الجزائري على مدار قرن و نصف من الاستدمار". و أشار السيد ربيقة في نفس السياق, إلى أن موقف الجزائر "يستمد عقيدته و قوته من القيم السامية لثورة نوفمبر المجيدة و من كفاح الشعب الجزائري و مواجهته لكل أشكال الظلم, عبر الحقب التاريخية, مؤسسا بذلك لفكر تقديس الحرية والدفاع عن الأرض والشرف والدين". و قال في ذات الصدد أن "الجزائر لا تكتب تاريخ فلسطين بمعزل عن تاريخها, فذاكرتهما واحدة ونكباتهما واحدة وانتصاراتهما واحدة, ويكفي شرفا أن الجزائر تعرف طعم محاولة النيل من الأرض والهوية من تاريخها مع المستعمر, فهي معها ظالمة أو مظلومة". و استطرد الوزير مذكرا بأن فلسطين "حاضرة في خطاب الجزائر الإعلامي ومقرراتها الدراسية وسياستها الخارجية وكل الفضاءات السيادية, وهي في القلب حتى تعود إليها أملاكها المقدسة ويتحقق النصر المبين". كما ذكر بأن الجزائر من خلال وزارة المجاهدين وذوي الحقوق , كانت قد أحيت بتعليمات من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية بحضور رفيع المستوى من الطرف الفلسطيني. صون الذاكرة الوطنية في مقدمة أولويات قطاع المجاهدين أكد السيد ربيقة أن قطاعه "يجعل في مقدمة أولوياته حفظ وصون الذاكرة الوطنية وفاء لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار وترسيخا للقيم والمثل العليا لثورة نوفمبر الخالدة", مبرزا أن الرسالة المكرسة في هذا السياق "عملية طويلة وغير مرتبطة بذكرى معينة أو مناسبة وطنية وإنما هو صيرورة وعمل متواصل لصون الذاكرة كونها تمثل رافدا أساسيا في تكوين المواطن الصالح". و أضاف أن القطاع "يسهر على ضمان تلقين هذه القيم للناشئة حفاظا على المكتسبات والإنجازات المحققة مواصلة لمسيرة الجزائر المستقلة في ترسيخ قيم الوطنية الحقة". و على هذا الأساس, تشتغل وزارة المجاهدين --حسب السيد ربيقة-- على عدة مستويات وأصعدة لتحقيق هذه الغايات ومنها العمل على نشر الثقافة والوعي التاريخيين والإبقاء على روح وشعلة نوفمبر خالدة في الوجدان ومستقرة في الأذهان من خلال النشاط التاريخي بإحياء الأيام والمناسبات الوطنية واستغلالها لترقية الخطاب التاريخي وبلورة الوعي الوطني الجامع بين كل الفاعلين في حقل الذاكرة. كما سعى القطاع إلى تسمية وإعادة تسمية المؤسسات والمباني والأماكن العمومية بأسماء الشهداء والمجاهدين وتدعيم مشروع إحياء الذاكرة الوطنية بالنصوص والقوانين اللازمة في مجال التنفيذ وإيجاد آليات وصيغ لجمع وحماية الموروث الثقافي والتاريخي الوطني بدعم من القطاعات المعنية بالإضافة إلى طبع وإعادة طبع الكتب التاريخية ذات التوجه والمرجعية الوطنية للإسهام في نشر الثقافة التاريخية وتحصين الأجيال بالوعي التاريخي. و استدل في هذا الشأن بطبع أكثر من 150عنوانا خلال ستينية الاستقلال, لافتا إلى أن قطاعه اعتمد أيضا على إنتاج عشرات الأفلام الروائية الطويلة والأشرطة الوثائقية علاوة على استغلال الفضاءات الرقمية والتطور التكنولوجي لإنجاز تطبيقات الكترونية على غرار تطبيق تاريخ الجزائر ومنصة جزائر المجد. كما تحدث الوزير عن أعمال أخرى كتنظيم المسابقات التاريخية والملتقيات وتشجيع البحوث التاريخية وتشكيل فرق بحثية ولجان للبحث في العديد من القضايا والمسائل المرتبطة بالذاكرة على غرار ملفات الجرائم الاستعمارية والتفجيرات النووية والمفقودين والمهجرين قسرا.