يواصل الاحتلال المغربي إجراءاته الانتقامية بحق الأسرى المدنيين الصحراويين عبر تشديد الخناق عليهم و إخضاعهم لظروف اعتقال منافية لكل الأعراف، كما يحدث مع الأسير عبد المولى محمد الحافظ بسجن مدينة آسفي المغربية والمتواجد في وضع صحي مقلق. ونقلت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية عن شقيقة الأسير المدني الصحراوي ضمن مجموعة "الصف الطلابي"، عبد المولى محمد الحافظ، أن الأسير يقبع في سجن مدينة آسفي منذ شهر مارس الماضي في ظروف إعتقالية "مقلقة"، حيث أصيب بداء السل. وقد أخبر عبد المولى محمد الحافظ، شقيقته "بما يعانيه من حرمان ومعاملة قاسية داخل السجن، كمنعه من التواصل هاتفيا مع العائلة لمدة أسبوع، فضلا عن إصابته بمرض السل الناتج عن الظروف الإعتقالية الصعبة، في ظل عدم تلقي العلاج والاكتفاء ببعض الإسعافات الأولية على مستوى الرئة". كما تواصل إدارة السجن والمندوبية العامة لإدارة السجون المغربية إهمالها المتعمد للحالة الصحية للأسير والتنصل من كافة الالتزامات القانونية في هذا الصدد، بما في ذلك توفير العلاج اللازم مع التغذية المتوازنة تجاوبا مع الحالة المرضية. وعمدت إدارة سجن آسفي إلى منع الأسير المدني الصحراوي عبد المولى محمد الحافظ من تناول الدواء لمدة تجاوزت العشرين يوما رغم تكفل العائلة بجلبه حسب الوصفات والاستشارات الطبية التي اطلعت إدارة السجن على مضمونها. ونتيجة لوضعيته الصحية المتأزمة، "بات عبد المولى محمد الحافظ يعاني من السعال المستمر وعدم القدرة على النوم، إضافة إلى الإهانة المتواصلة من طرف باقي النزلاء دون أدنى تدخل من الإدارة السجنية"، حسب رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية. ورغم المناشدات الصحراوية والدولية من اجل إطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين، ومنهم مجموعة "اكديم ازيك"، يواصل الاحتلال المغربي انتهاكاته الفظيعة بحقهم، انتقاما لنضالهم من أجل الحرية و استقلال آخر مستعمرة في إفريقيا، وفي ظل استمرار تقاعس الأممالمتحدة في تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. ويخضع الاحتلال هؤلاء الأسرى لظروف احتجاز وصفتها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بأنها "غير إنسانية ومنافية للقانون الدولي"، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره السنوي الأخير الخاص بالحالة في الصحراء الغربية.