انطلقت مساء اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة سلسلة دورات تكوينية في مجالات الإبداع والتسويق المتعلق بالتراث الجزائري وذلك في إطار الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة المزمع تنظيمها من 9 إلى 17 مايو المقبل بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة بمناسبة شهر التراث (18 أبريل- 18 مايو). وتنظم محافظة المهرجان الوطني لإبداعات المرأة هذه الدورات التكوينية على مستوى فيلا عبد اللطيف إلى غاية الفاتح مايو المقبل لفائدة 50 حرفيا وحرفية وكذا طلبة متخصصين أغلبهم من النساء بهدف "تعميق معارفهم ومهاراتهم في مجالات تتعلق بفن التطريز وصناعة الحلي وتاريخ الأزياء ورسمها والتسويق الرقمي والثقة بين العملاء, حسب محافظ المهرجان سيد علي بن مرابط. وأكد السيد بن مرابط أن محافظة المهرجان قد "فضلت أن تكون أولى بوادر تنظيم الطبعة التاسعة بمنح الفرصة للمهتمين حتى يتدربوا ويتلقوا تكوينا نظريا وعمليا يشرف عليه مؤطرون محترفون ذوو خبرة ميدانية وخلفية أكاديمية كما هو الحال بالنسبة لقسم التسويق الرقمي الذي تم بالتعاون مع المدرسة العليا للأعمال". وسيسعى المشاركون في هذه الورشات رفقة مؤطريهم إلى الخروج بنماذج عملية مبتكرة تخدم التراث الجزائري وتساعد على الحفاظ عليه والدفاع عنه وذلك بالتحكم في تقنيات الرسم والتصميم والتطريز وكذا اقتراح طرق تسويق ممكنة للمنتج التراثي الوطني, كما ستعمل ورشة الحلي والمجوهرات على تصميم نموذج معاصر لخيط الروح باعتباره عنصرا تراثيا محميا مرتبط بالزي التلمساني "الشدة" المصنف لدى اليونسكو في 2012. وأوضح مؤطر ورشة التصميم ورسم الأزياء, سليم الوحيشي, أن الهدف من الورشة هو "التعريف بتاريخ الزي التقليدي الجزائري العريق الذي يستحق أن نسلط الضوء على مكوناته لأن أول خطوة للمحافظة على الذاكرة التراثية والدفاع عنها هي التعرف على المسار التاريخي للأزياء الجزائرية وتشجيع البحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع". وأكد السيد الوحيشي, في سياق ذي صلة, بأن الزي الجزائري "يملك مميزات تجعله قادرا على المنافسة في سوق الأزياء العالمية, وذلك نظرا للتقنيات والجماليات التي يتميز بها, علما أن هناك فعلا من يستلهم موديلات معاصرة من أزياء جزائرية كما حدث مع الكاراكو لكنهم ينكرون ذكر المصدر". وعن مجريات الورشة, أبرز المتحدث أنها ستتطرق بشكل خاص هذه المرة إلى "الملحفة" باعتبارها زيا موحدا نجده عبر كامل التراب الوطني الجزائري حيث سيشتغل المتدربون على تقنيات التصميم والرسم التقني لتوضيح تفاصيل هذا الزي إضافة إلى الرسم التوضيحي الفني الذي يمكن من خلاله الترويج له عبر مختلف المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. ومن جهته, سيقوم مؤطر ورشة التسويق الرقمي, محمودي الهاشمي, أستاذ بالمدرسة العليا الجزائرية للأعمال, بتعريف الحرفيين والمشتغلين في مجال الصناعات الحرفية والتراثية على "أهم مبادئ التسويق الرقمي ودوره في الترويج للمنتج الجزائري الفني والإبداعي وذلك باستعمال وسائل رقمية لإنجاز دراسة حول السوق ورسم خطة تسويق مناسبة إضافة إلى تحديد استراتيجية اتصالية تساعد على التعريف بالعمل الفني والإبداعي". وقالت الخبيرة في تصميم المجوهرات والحلي التقليدية والعصرية, لكحل ليندة, أن الهدف من ورشة صناعة الحلي هو "تحفيز المشاركين في الورشة على التصالح مع المجوهرات الجزائرية القديمة والعمل على تطويرها مع المحافظة على روح وفرادة الحلى التي تميز بها الجزائريون منذ القدم".