تستقطب مختلف المنتوجات التقليدية لأولاد نايل المعروضة بدار الثقافة "عبد القادر علولة" بتلمسان في إطار الأسبوع الثقافي لولاية الجلفة العديد من الزوار المولوعين باكتشاف الموروث الثقافي لهذه المنطقة السهبية بالوطن. ويمثل البرنوس البني الملقب ب "وبري" الرائد على الصعيد الوطني و الدولي المنسوج بالوبر الصرف و البرنوس الأبيض المنسوج بصوف الغنم فخر مناطق حاسي بحبح و مسعد و زكار و عين وسارة و غيرها من المناطق التي تتفوق في حياكة هذا النوع من المنتوجات. وأشار أحد العارضين أن صناعة البرنوس البني تحتاج الى ستة أشهر موضحا بأن صناعته مخصصة للنساء. ومن جهة أخرى، تبرز بهذا المعرض المجوهرات النايلية المصنوعة بالفضة. و يعرض السيد شولي بلخضر حرفي صائغ و هاوي جمع المجوهرات النايلية القديمة على الجمهور التلمساني مجموعة متنوعة من المجوهرات حيث أن معظمها لم تعد ترتديه النساء النايليات.و يتعلق الأمر بالسوار النايلي الذي له شكل دائري و به قضبان صغيرة من الفضة تعكس المكانة الاجتماعية للمرأة التي ترتديه. واليوم لم يعد هذا الجوهر الذي كان يصنع منذ سنوات عديدة موجودا و لم يعد يصنعه أي حرفي حاليا على غرار مجوهرات أخرى أعطت سمعة لأولاد نايل مثل "الخلخال مبروم" و "الخلخال دوادي" و "الونيسة" (أقراط الأذن). "أحاول بغيرة شديدة جمع هذه القطع النادرة التي تمثل جزء من التراث النايلي و التي و للأسف هي في طريق الزوال مثل مكحلة التي يرجع اسمها الأصلي الى الكحل و التي ليست لدي نسخة منها في مجموعتي" يقول هذا الحرفي. ويشمل معرض ولاية الجلفة الثري و المتنوع اللباس التقليدي النسوي و الزرابي إضافة الى اللوحات الفنية الزيتية حول هذه المنطقة التي تملك إمكانات فنية ضخمة. ويعرض الفنانان اسماعيل أوباح و شيخي أحمد و آخرون مختصون في تقنيات النقش و الرسم بالرمل جماليات نادرة نالوا بفضلها بعدة جوائز وطنية في مختلف المسابقات والمعارض التي شاركوا فيها. وقد أعجب الزوار بدقة و جمال الصناعة التقليدية النايلية بصفة عامة حيث أعربوا عن أملهم في تكثيف مثل هذه التبادلات الثقافية ما بين الولايات للسماح لشريحة كبيرة من المجتمع باكتشاف ثراء الموروث الثقافي لكل مناطق الوطن.