أبرز المشاركون في الملتقى الوطني حول "الحياة الروحية للأمير عبد القادر" يوم الجمعة بالغزوات (تلمسان) أهمية التصوف في حياة الأمير ودوره في تكامل شخصيته وتنوير طريقه الجهادي والفكري سواء بالوطن أو بالمنفى. وعالج الدكتور حكمت صاري علي باحث و متخصص في التصوف الإسلامي من خلال محاضرة بعنوان "الأمير عبد القادر و سيدي بومدين " موضوع التصوف الذي كان يجمع الرجلين في حياتهما الروحية قبل أن يبرز مدى تأثر الأمير بالولي صالح سيدي بومدين. وحسب المحاضر، فإن أوجه الشبه بين الرجلين تتمثل أساسا في "انتهاجهما لنفس المشرب وانتمائهما للطريقة القادرية الشيء الذي أدى بالأمير أن يحدو حدو الولي الصالح سيدي بومدين في التصوف ويتصف بالورع والزهد عن زخرف الدنيا مع تفسير الأمير لجانب هام من قصائد سيدي بومدين الصوفية". وقد تأثر الأمير بالصفات التي تحلى بها سيدي بومدين مما أعطى للأمير شخصية متكاملة ورؤية ثاقبة وأفكار راجحة مكنته لأن يقود جيوشا أثناء المقاومة ويحمل رسالة السلام والمحبة في أوقات السلم والإصرار على حماية حقوق الإنسان كما لاحظ نفس المحاضر. أما الأستاذ ناصر موهوب من جامعة برج بوعريريج فقد أوضح "أن التصوف الذي عرف به الأمير ليس عنصرا جديدا في حياته الروحية والأخلاقية و إنما كان جزئا من حياة أسرته فأشرب قلبه بذلك الجو الروحي المتميز". وللإشارة، فقد أكد المشاركون في ختام هذا الملتقى الذي دامت أشغاله يومين على تثمين المعالم التاريخية التي تشهد على مرور مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة بمنطقة الغزوات (تلمسان) مع العمل على تكرار مثل هذه اللقاءات إلى جانب وضع نصب تذكاري بجبل "كركور" تخليدا لمعركة "سيدي ابراهيم". وشكل الملتقى الذي نظمه طيلة يومين فرع تلمسان لمؤسسة "الأمير عبد القادر" بالتنسيق مع مديرية الثقافة واللجنة الولائية المكلفة بتنظيم التظاهرات و النشاطات الثقاقية و الفنية فرصة لزيارة أهم المواقع التي شهدت أحداث المعركة "من أجل استحضار التواريخ وتخليدها والاستلهام منها مع تلقينها للشباب" كما أشار إليه الدكتور خنشلاوي رئيس المجلس العلمي للمؤسسة المذكورة.