اشتد التوتر حول إصلاح نظام التقاعد في فرنسا يوم السبت من خلال شل الأنبوب الذي يزود مطارات باريس و محطات البنزين و تشغيل مخازن المحروقات بأمر من الإليزي إضافة إلى المشادات الجديدة التي وقعت بين طلبة الثانويات و الشرطة قبل شن إضراب آخر مقرر ليوم الثلاثاء القادم. وقد طمأنت الحكومة بأنه لن يكون هناك نفاذ في البنزين بمحطات-الخدمات في حين أن الانقطاع في التموينات يتزايد باستمرار مما يظطرها إلى الغلق مؤقتا قبل أن تفتح من جديد. و لم يشتغل الأنبوب الذي يمون مطاري أورلي و رواسي بالوقود صباحا لعدم تزويده من طرف محطة التكرير توتال دي غرانبوي ( سان-اي-مارن) التي تشن إضرابا منذ عدة أيام. من جهة أخرى، أمرت السلطات بتدخل قوات الأمن لتحرير مدخل المخازن الثلاثة فوس-سور-مير و باسين و كورنون دوفيرني لتفادي خطر حدوث ندرة الوقود. كما تم أيضا رفع الحصار عن ثلاثة مواقع أخرى توقفت عن العمل منذ الفجر بكل من ايل-اي-فيلان قربة تولوز و أويستريهام قرب كاين في هدوء. في هذا الخصوص، صرح كاتب الدولة المكلف بالنقل دومينيك بوسيرو يقول " لا يمكننا أن نسمح بنفاذ البنزين لأنه يجب التفكير في كل الأشخاص الذين يتوجب عليهم التنقل". و بالنسبة للامين العام للجنة العامة للعمال بينار تيبو فان ذلك لا يعتبر "الطريقة التي ستسمح بالخروج من أزمة إصلاح نظام التقاعد" حيث اتهم الحكومة "بتأزيم الوضع في البلد". كما قام المتظاهرون بتوقيف إمدادات جديدة بمانس (سارت) و كاين و لا روسيل و سان بيار دي كور قرب تور. وبالأمس توقفت عشرة مصانع تكرير من بين المصانع ال12 في فرنسا عن الشغل أو هي بصدد التوقف. و في عدد من المدن (باريس و مرسيليا و ليون و متز و تور و أورليون و فرساي و فيلنوف سور لو (لو اي غارون) تواصلت مظاهرات نظمها تلاميذ الثانويات ضمت نحو 2000 شاب. و بنانت احتشد ثانويون و أجراء في مسيرة موحدة احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد. وفي مدينة ليون تميزت المظاهرات التي ميزها الرمي بالحجارة على رجال الشرطة في حين أصيب شرطي في فيل نوف سور لو بجروح. نفس الشيء في كان فيما تم تسجيل مناوشات في فال دي مارن حيث أصيب سبعة رجال من الشرطة بجروح. و أعلن وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتوفو انه تم توقيف أكثر من 150 "مشاغب". و بعد تعدد الأحداث التي شهدتها مونتروي (سان سان دوني) وكاين بالأمس طلبت وزارة الداخلية من الشرطة "الحد من استعمال القوة". و حسب وزارة التربية الوطنية شهدت 306 ثانوية أمس الجمعة اضطرابات أي 1ر7 بالمائة من مجموع الثانويات فيما أعلن الاتحاد الوطني للثانويات عن 900 مؤسسة معنية. و يعتبر أن هذه التعبئة المتعددة الأشكال قد تتواصل في حالة غياب أجوبة من طرف الحكومة إلى غاية يوم الثلاثاء و هو اليوم الجديد للإضراب و المظاهرات الذي حددته النقابات. من المنتظر أن يصوت مجلس الشيوخ يوم الأربعاء على مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد.