أجمع المشاركون في ندوة فكرية أقيمت يوم الثلاثاء ببومرداس أن الولي الصالح "سي محند الحسين"(1838 م-1901 ) جسد المظهر الشعبي الحقيقي للثقافة الإسلامية ببلاد الزواوة أو منطقة القبائل. وأشار عدد من الأساتذة و الباحثين في مداخلاتهم ضمن "القافلة العلمية لإبراز المعاني و القيم الروحية في الثقافة الإسلامية" التي حلت في خرجتها للأولى ببومرداس أن" فضل" هذا الولي الذي تعدى صيته ربوع الوطن إلى الدول العربية في وقته يظهر جليا من خلال "ما خلفه من سيرة مثالية و حكم و أمثال شعبية و مديح و أشعار دينية مستقاة و مترجمة من معاني القرآن الكريم و الأحاديث النبوية ". و أبرز الأستاذ الباحث أرزقي فراد في محاضرة له بالمناسبة بعنوان "الشيخ محند الحسين : حكيم صنعه الإسلام" بأن هذا الأخير الذي "يعد أحد أولياء الله الصالحين" استطاع أن يترجم و ينقل بإخلاص "معاني الإسلام إلى اللسان الآمازيغي المحلي " و نجح في ذلك "رغم أن تحصيله العلمي الكبير اعتمد فقط على احتكاكه و مجالسته لأهل العلم دون الالتحاق بأي مدرسة كانت". كما تميز الولي الصالح في حياته -يضيف المحاضر- ب"تواضعه الشديد رغم ما وصل إليه من مرتبة علمية و مكانة في وسط المجتمع" حيث مكنه ذلك من" كسب ثقة شرائح كبيرة من المجتمع "إلى درجة أنهم(أفراد المجتمع)" أصبحوا يحتكمون إليه في مختلف قضاياهم الاجتماعية و خلافاتهم و مقاطعين في ذلك الإدارة الاستعمارية". و من أبرز ما كان يدعو إليه الشيخ محند الحسين -يضيف المحاضر- "التربية الصوفية السنية النقية" واحتكام المجتمع في مختلف القضايا إلى "المرجعية الإسلامية و بالخصوص المذهب المالكي" الذي يستجيب "للخصوصية الجغرافية و التاريخية التي تشكل مجتمع المنطقة" و إلى " محاربة الأمراض الاجتماعية و تحصين المجتمع بالفضيلة و تقديس العمل". و من جهته شدد الدكتور أحمد حمدي من جامعة وهران في محاضرته بعنوان "دور الآمازيغ في نشر الإسلام بالمغرب الكبير و إفريقيا" على أن للآمازيغ "الذين اعتنقوا الدين الإسلامي طواعية دور قديم و كبير في نشره و تثبيته في عدد من البلدان" خاصة منها الإفريقية في عهد "المرابطين" بعد دخولهم الإسلام على يد الفاتح عقبة بن نافع. و كان للآمازيغ دور كبير كذلك في تشكيل عدد من الحضارات و الدول بالمنطقة المغاربية بعد" احتضانهم لدولة الأدارسة" ثم تأسيس دولة "الموحدين" على يد الآمازيغي "المهدي بن تومرت" و المشاركة بعدها في فتح الأندلس و تشكيل الدولة الإسلامية في البلدان التي فتحوها بعد ذلك -كما أضاف المحاضر. وتضمن نشاط هذه القافلة المنظمة تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية و التي ستجوب عدد من ولايات الوطن تقديم عدد من المحاضرات حول الموضوع من طرف أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن متبوعة بنقاشات مفتوحة بحضور عدد كبير من المدعوين و إطارات الوزارة.