خلدت ولاية ورقلة يوم الإثنين الذكرى 156 لمعركة الميقارين الشهيرة (29 نوفمبر 1854) التي تعد من المقاومات الشعبية الباسلة التي خاضها سكان منطقة وادي ريغ ضد التوسع الإستعماري بناحية الجنوب الشرقي للوطن. وقد تميزت وقائع إحياء هذا الحدث التاريخي بمنطقة الميقارين بوادي ريغ (170 كلم شمال عاصمة الولاية ورقلة) بإقامة مراسيم الترحم على أرواح الشهداء إلى جانب تنشيط ندوة تاريخية من قبل ثلة من الأساتذة الجامعيين الذين ناقشوا عدة محاور تتعلق بهذه الملحمة البطولية وأخرى ذات صلة بالسياسة الإستعمارية في الجنوب إبان الإحتلال. وتعتبر معركة الميقارين -حسب مصادر تاريخية- امتدادا للمعارك الحربية التي دارت رحاها بمنطقة الزيبان ضد قوات الإحتلال الفرنسي حيث بدأت في خريف 1854 الإستعدادت للتصدي للحملة العسكرية الفرنسية بقيادة الرائد مارمي بمنطقة تقرت. وفي صباح يوم 29 نوفمبر 1854 اندلعت المعركة بين هذه القوات الغاشمة والمقاومين من الجنود والفرسان و كانت معركة ضارية استمرت أحداثها لمدة يوم واحد وفق ذات المصادر . و قد خلفت هذه المواجهة العسكرية الغير متكافئة سقوط نحو 500 شهيد في أوساط المقاومين واعتبرتها القوات الإستعمارية آنذاك نصرا لها لأنها ستتمكن من فرض سيطرتها على منطقة تقرت كما تذكر نفس المصادر التاريخية. هذه المعركة الطاحنة وعلى الرغم أنها مكنت قوات العدو من احتلال تقرت تمهيدا لاحتلال منطقة وادي سوف فيما بعد إلا أنها وكما أجمع على ذلك العديد من المؤرخين قد أخلطت حسابات الإستعمار الفرنسي حيث تم بروز مقاومات شعبية أكثر تنظيما وقوة بمناطق الجنوب بزعامة المقاومين الأشاوس الشريف بوشوشة وناصر بن شهرة و بوشمال بن قبي.