يعتبر القصر العتيق ببلدية تاويالة بولاية الأغواط، أحد الشواهد التاريخية والأثرية التي تدل على عراقة المنطقة وتميزها السياحي غير أنه وبفعل العديد من العوامل الطبيعية منها والبشرية فقد الكثير من معالمه وأضحى مهددا بالإندثار. وبالرغم من النداءات المتكررة من قبل المهتمين بتاريخ الجهة والداعية إلى الإهتمام بهذا المعلم الأثري والتنويه بقيمته التاريخية إلا أنه لا زال يتعرض لمختلف أشكال التدمير يجعل التعجيل بترميمه وفق النمط المعماري المميز له أكثر من ضرورة كما أجمع على ذلك عدد من المهتمين بالتراث المعماري بالأغواط. ويمكن لهذا القصر إذا ما لقي العناية اللازمة أن يؤدي دورا سياحيا سيما وأنه يتوسط حقول منطقة تاويالة الغناء ومناظرها الطبيعية الخلابة ولكون الجهة بطبيعتها سياحية باميتاز حيث تستقطب سنويا الكثير من الزوار من داخل وخارج الولاية كما أوضح مسؤولو قطاع السياحة والصناعة التقليدية. وقد استفاد هذا الفضاء العمراني القديم حسب ذات المصدر، من عمليات استهدفت وضع الإشارات التوجيهية و التسييج إلا أن الوضعية الحالية له تستدعي وبإلحاح ترميما شاملا تراعى فيه خصوصياته الهندسية وطابعه المعماري. ويتربع هذا المعلم الأثري المستطيل الشكل على طول 255 مترا وعرض يصل إلى 94 مترا وارتفاع 5 أمتار إضافة إلى أنه مزود بباب للحراسة ومدخلين رئيسين أحدهما من الجهة الغربية والثاني من الجهة الشرقية. وتشير المعلومات التاريخية المتوفرة إلى أن قصر تاويالة يعود بناؤه مثل باقي قصور جبل العمور إلى قبائل بني راشد البربرية الأصل حيث كانت تاويالة مخبأ لإحدى الكاهنات تدعى كرصيفة حسب الأسطورة المتداولة لدى سكان المنطقة. ولم تتمكن من جهتها مصالح البلدية من تنفيذ أي عملية لفائدة هذا القصر العتيق لعدم توفر الإمكانيات المالية اللازمة التي تتطلبها أشغال الترميم كما أوضح من جهتهم مسؤولو البلدية. للإشارة فإن بلدية تالويالة التي تبعد عن عاصمة الولاية بنحو 150 كلم من الناحية الشمالية الغربية تتوفر على العديد من القصور المماثلة فضلا عن مقومات سياحية هامة الأمر الذي يؤهلها لأن تصبح نموذجا لتجسيد مناطق التوسع السياحي وتتحول إلى قطب سياحي رائد.