أكد وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، يوم الثلاثاء بتيزي وزو، أن " السياسة الوطنية الجديدة للصحة تمنح الأفضلية لاستغلال الكفاءات الوطنية كشرط أساسي لتثمين جهود الدولة الرامية إلى تطوير القطاع الصحي". وذكر الوزير أثناء زيارة العمل و التفقد التي قام بها لمركز الاستشفاء الجامعي لتيزي و زو أن تفضيل استغلال الكفاءات الوطنية على الأجنبية و كذا تقليص تحويل المرضى للعلاج في الخارج بفضل الجهود المبذولة من أجل تكوين الأطباء و الأعوان شبه الطبيين ساهم بقسط كبير في تقليص نفقات الصحة العمومية. وأبدى الوزير من جهة أخرى ارتياحه لتجسيد هذه المساعي لدى زيارته لمركز تصفية الدم بهذه المؤسسة الصحية حيث حيى الطاقم الطبي الوطني العامل بمصلحة أمراض الكلى و الذي نجح منذ سنة 2007 في إنجاز 58 عملية ناجحة لزرع الكلى. و أوضح في هذا السياق أن " عملية واحدة لزرع الكلى تنجز في الجزائر تعد أقل كلفة بأربع مرات مقارنة بعملية مماثلة تنجز في الخارج" مذكرا بوجود مشروع مرسوم تنفيذي يتعلق بتوسيع عملية التبرع بالكلى لتشمل فئة أوسع من عائلة المريض على خلاف ما هو منصوص عليه في القانون الحالي" لدى زيارته لمرضى الكلى بهذه المصلحة. و بهدف تقريب مصالح تصفية الدم من مرضى الكلى المجبرين على الخضوع لحصص تصفية الدم وكلفة و متعبة أعطى السيد جمال ولد عباس موافقته من أجل فتح مركزين لتصفية الدم على مستوى مستشفيي بوزقان و أزفون لتعزيز المراكز الأربعة المتواجدة على مستوى مركز الاستشفاء الجامعي لتيزي وزو و مستشفيات كل من ذراع الميزان و عزازقة و عين الحمام. ونفس الملاحظات أبداها الوزير بمصلحة الإنعاش أين يوجد مرضى استفادوا من زرع القرنية و هي العملية التي استفاد منها لحد الآن نحو عشرة مرضى وفق الشروح المقدمة للوزير من طرف المدير العام لمركز الاستشفاء الجامعي الذي أكد في هذا الصدد " نجاح كل العمليات الجراحية المنجزة". و حث الوزير في هذا الإطار على " تعزيز هذه الخدمة الطبية على المستوى الوطني عن طريق توفير القرنية محليا علما أنه يتم حاليا استيرادها بكلفة قيمتها 200 ألف دج للوحدة" مشيرا إلى أن مشروع المرسوم المذكور ينص على إمكانية الاستفادة من الأعضاء المأخوذة من الأشخاص المتوفين" مما سيسمح بتقليص كلفة عملية زرع القرنية إلى النصف. و لدى وقوفه على العجز المسجل في مجال أخصائيي الإنعاش على مستوى مصلحة الاستعجالات الجراحية و كذا أطباء الأطفال حث الوزير على ضرورة سد هذا العجز عن طريق توزيع محكم للكفاءات بحكم أن هذه الأخيرة متوفرة بالولاية. و في رده على طلب عدد من النواب لتسجيل مشروع إنجاز مركز استشفائي جامعي جديد بالمنطقة بغرض " تخفيف الضغط على المؤسسة الحالية التي يرجع تاريخ إنجازها إلى عام 1956 و التي تتكفل بتغطية احتياجات ما يزيد عن أربعة ملايين ساكن" أكد الوزير أنه " لا يمكن إنشاء مركزين استشفائيين جامعيين بنفس المدينة" مضيفا أنه " بالإمكان إنجاز مركز استشفائي جامعي جديد شريطة تحويل المركز القديم إلى مستشفى عام عادي".