إن المكانة التي تتبوؤها الشعوب في كتب التاريخ لا ترجع إلى القيمة الذاتية لتلك الشعوب، وتعلقها بأرضها، وحبها لوطنها، وشموخها بأنفها، واعتزازها بنفسها، ومدى شجاعتها، وعدالة قوانينها، بقدر ما تتوقف على فصاحتها في الإبانة عن نفسها. فالمؤرخون مضطرون إلى (...)
في شهر نوفمبر القادم يكون قد مر على اندلاع ثورة التحرير ستون سنة، ومع ذلك فإن محترفي الفكر والثقافة، في بلادنا، مازالوا يتساءلون عن حقيقة ما وقع في الجزائر ابتداء من ليلة الفاتح نوفمبر عام أربعة وخمسين وتسعمائة وألف حتى يتمكنوا من تقديمه في صورة (...)
توقفنا، في الحلقة السابقة، عند السبب الثاني من الأسباب التي حالت دون تجسيد تحرير الأرض وتحرير الإنسان على أرض الواقع، وفي هذه الحلقة نستأنف، ونبدأ بذكر السبب الثالث وهو يتمثل في عدم ارتياح أطراف الاحتلال الفرنسي للنتائج المترتبة عن اتفاقيات أيفيان (...)
لقد كانت ثورة نوفمبر من أعظم الثورات التي عرفها العالم المعاصر، فتلك حقيقة لا ينكرها إلا جهول. ذلك أنها غيرت المفهوم الماركسي الذي كان يؤكد أن الصراع الطبقي وحده هو الذي يحدث الانقلابات الجذرية وأن الريف لا يمكن أن يكون في أساس القضاء على النظم (...)
في شهر نوفمبر القادم يكون قد مر على اندلاع ثورة التحرير ستون سنة، ومع ذلك فإن محترفي الفكر والثقافة، في بلادنا، مازالوا يتساءلون عن حقيقة ما وقع في الجزائر ابتداء من ليلة الفاتح نوفمبر عام أربعة وخمسين وتسعمائة وألف حتى يتمكنوا من تقديمه في صورة (...)
إن الذين عاشوا نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وهم غير بعيدين عن سن الرشد، لا بد أنهم يذكرون كل تلك الكوارث التي حلت بالبلاد.. ألأرواح البريئة التي أزهقت.. أسواق الفلاح التي نهبت وأحرقت.. المؤسسات التي أتلفت.. وفي ذات الوقت فإنهم يتساءلون عن حقيقة ما (...)
على إثر إعلان المحضرة القضائية عن نتائج التصويت الذي جرى بفندق الرياض، ظهيرة الواحد والثلاثين من الشهر المنصرم، والذي انتهى بسحب الثقة من الأمين العام، صرح السيد عبد العزيز بلخادم، أن هزيمته قد تضمنت انتصارا باهرا للديمقراطية، وأن في ذلك انتصارا له (...)
من البديهيات المتفق عليها والاستنتاجات المسلم بها أن التاريخ هو ذلك العلم الذي يحيط إحاطة شاملة بحياة الإنسان في كل أبعادها الزمنية، وعليه فهو يتغذى بالأهواء والذاتيات ويرفض الحياد على الإطلاق كما أنه يرفض أن يكون مجرد سرد لأحداث وقعت بالفعل لكنها (...)
ب - وللتخلص نهائيا من بقايا الاستعمار، يأتي في إطار الشرط الثاني، الذي يجب أن يتوفر في الإنسان الجزائري ليكون نوفمبريا، الهدف الداخلي الثاني الذي ورد التعبير عنه في البيان على النحو التالي: »تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري«.
إن (...)
كان من المفروض أن تتولى قيادات البلاد، في أعلى الهرم، صيانة النصوص الأساسية لثورة التحرير الوطني وحمايتها من الأقلام العابثة على اختلاف توجهاتها السياسية والأيديولوجية. وكان من المفروض، أكثر، أن يبدأ التعرف على تلك النصوص في المدرسة الابتدائية، وأن (...)
وهناك دليل آخر على حب المواطنين الجزائريين للداي محمد عثمان، الحاكم العملاق ،نستشفه من التقرير الذي أرسله ممثل بريطانيا في الجزائر إلى وزير خارجيته "اللورد غرينفيل"بتاريخ 13/ 07/1791 والذي جاء فيه على الخصوص:"توفي داي الجزائر، محمد عثمان،يوم 12 (...)
يرى الأستاذ جمال غريد أن سقوط الجزائر في الخامس من شهر جويلية سنة 1830 كان " نهاية لثلاثة قرون من الاحتلال التركي .وبانتهاء الدولة التركية ،التحق أهم مسئوليها وفي مقدمتهم الداي بالقسطنطينية " .
إن هذا الحكم يتناقض ،كلية، مع حقيقة القرون الثلاثة التي (...)
صحيح أن النصوص الأساسية التي ظلت البلاد تسير بموجبها إلى غاية استكمال الإجهاض رسميا في الثالث و العشرين من شهر فيفري سنة 1989، كلها كانت تولي عناية خاصة بالماضي و تدعو إلى ضرورة العمل على توظيف سلبياته و إيجابياته في سبيل تحرير الأرض و تحرير (...)
كل الاستنتاجات التي انطلق منها الأستاذ غريد لدى عرض إشكالية بحثه اختفت بمجرد البدء في معالجة الموضوع ، ومرجع ذلك،بكل بساطة،أنه لم يستطع التخلص،نهائيا،من تأثير مدرسة التاريخ الاستعمارية التي حالت بين الباحثين الجزائريين وغيرهم من المتفرنسين وبين (...)
كتب السيد حمدان بن عثمان خوجه في رسالة أخرى إلى المارشال سولت:" ألا إني لأذكركم بأن "القاسم المشترك بين نظامكم وشريعتنا هو تقديس الحرية التي تفقد كل قيمة إذا لم يكن هناك قضاء مستقل يحميها ويوفر لها أسباب الازدهار".
ومن، ثمة، يضيف في رسالته، فإن (...)
ولمن يتأمل اليوم واقع المجتمع الجزائري، جيدا،فإنه يلحظ بكل سهولة، أن الجزائر انقسمت بالفعل إلي قسمين متمايزين، بشعبين مختلفين كل الاختلاف:فمن جهة هناك جزائر التغريبيين المتمسكين بقشور الثقافة الفرنسية والعاملين بكل ما لديهم من إمكانيات على ترسيخ (...)
بعد "مودة" الديمقراطية ها هي "موجة" الحداثة تجتاح عالم التخلف أو ما يسمى، حياء أو خبثا ،البلدان النامية وكأنما عملية النمو مقصورة عليها في هذه الحياة الدنيا. و كما أن ممارسة الديمقراطية في ذات البلدان النامية سوف تبقى حبرا على ورق لعدم توفر ما (...)