الفرنسيون، مثل غيرهم من الشعوب، في ضائقة. وجاء تقرير لمركز دراسات مراقبة ظروف الحياة، نشر قبل أيام، ليزيد الهمّ همّاً. جاء فيه أن 16 في المائة من الفرنسيين لم يعودوا يأكلون حد الشبع. وأن أغلب هؤلاء «الجياع» هم من الشباب والنساء اللواتي يربين أبناءهن (...)
في زمننا الراهن بات الكل يمثّل. ليس من الضروري أن تكون مهنتك مُشخّصاً، ولا أن تكون منتمياً لنقابة الفنانين. مديرك يمثّل عليك، والواعظ والسياسي ومقدم برامج التلفزيون والجزار وبائع الخضراوات والبواب وحارس المرأب وصاحب العمارة وسائق سيارة الأجرة. لم (...)
في ليلة من خريف 1936، وصل إلى كلية فيكتوريا في الإسكندرية معلم بريطاني يدعى المستر غريفيث لكي يعمل مدرسا للرياضيات فيها. ولم يكن مديرها متفرغا لاستقباله فبات ليلته الأولى في غرفة احتياطية تابعة للمدير. ولسبب ما، استيقظ ليلا وأصابه الفزع حين خيل له، (...)
في الثانية والثمانين من عمرها، خاضت برناديت شيراك، كعادتها منذ 44 عامًا، انتخابات الأقاليم الجارية حاليًا وأبلت فيها بلاء حسنًا. إنها الوحيدة بين ”السيدات الأوليات” التي تشغل، بالانتخاب، منصبًا في مجالس البلديات. وفي حين يرقد الرئيس الفرنسي الأسبق (...)
حين قصفت الطائرات الأميركية الجسر المعلق في بغداد، أوائل 1991. كتبت لميعة عباس عمارة أبياتا من الشعر الشعبي عبّرت فيها عن الألم الذي أصابها، وكل العراقيين، لمرأى الجسر الذي حفرته القنابل. قالت: ”ضلعي أحسّه المنكسر موش الجسر”. ولعل اللسان، عند (...)
أزور المكتبات كمن يذهب إلى السينما أو المسرح. أدور فيها وأتفرج على المطبوعات الجديدة وأتفقد أسماء المؤلفين وتصاميم الأغلفة وكأنني في معرض فني. وكم تمنيت لو تيسرت لي القدرة على التهام العشرات من الكتب التي أمامي. لكن الميزانية تسمح باقتناء الضروري لا (...)
بعد أن دخلت إلى لغتنا مفردات فرضها العصر، منها ”إنترنتيّون” و”فيسبوكيون” و”مُغرِّدون”، ها نحن نستقبل في قاموسنا اليومي تسمية جديدة هي ”مُسَرِّبون”. والمفردة ليست غريبة على الاشتقاقات اللغوية، إنها تنتمي إلى الفعل ”سرَّبَ”، والمصدر ”تسريب”. وبناء (...)
على أنغام ”حلاق أشبيلية” لروسيني، تعرض الشاشات الفيلم القصير الذي يعلن عن عطر جديد لمصمم الأزياء الإيطالي أرماني. ومنذ الضربات الأولى للموسيقى يقفز إلى الذاكرة برنامج ”الرياضة في أسبوع” الذي كنا نشاهده من تلفزيون بغداد. إن أغلب العراقيين لا يعرفون (...)
”النقود لا تهمني” . قالها فرانسوا ماري بانييه أمام القاضي الفرنسي الذي يحاكمه بتهمة النصب على سيدة عجوز والحصول على أموال كثيرة منها. عبارة تبعث ابتسامة صفراء مثل نكتة لا يجيد صاحبها رواية الطرائف. إن المصور المتعفف متهم بالاستيلاء على أكثر من نصف (...)
في مثل هذا الوقت، قبل 10 سنوات، تعثرت فرنسواز جيرو على درج الأوبرا في باريس وسقطت على رأسها. ثم نهضت الوزيرة السابقة والصحافية العجوز من كبوتها وسارت نحو السيارة بقامة معتدلة وعادت إلى بيتها. وفي اليوم التالي نهضت وجلست لتكتب كعادتها، لكنها ماتت بعد (...)
يعمل ابني في مجال الموسيقى الغربية منذ سنوات. وعندما سألته عن العازف والمغني فيكتور جارا، هز رأسه ولم يعرفه. وكان عليّ أن أنتهز فرصة نادرة لأستعرض عضلاتي الموسيقية، وأحكي له عن ذلك الفنان التشيلي المناضل، الذي كان بين آلاف المعتقلين في ملعب العاصمة، (...)
في المسلسل التركي المدبلج الذي يمسك بتلابيب المشاهدين من المحيط إلى الخليج، يلف السلطان سليمان لثاما على وجهه وينزل إلى الأسواق لكي يكشف التجار المتلاعبين بقوت الرعية، دون أن يتعرف عليه الناس. ولعلها خصلة متوارثة من زمن الخلافة الأول، توسعت وانتشرت (...)
لم يجد القائمون على متحف الفنون الجميلة في كمبير، شمال الساحل الغربي لفرنسا، أفضل من عنوان ”بيكاسو المؤنث الأبدي” وهم يعرضون مجموعة من المحفورات التي رسمها الفنان الإسباني لنسائه. كان قصير القامة، مربوعها، قويا مثل ثور، عاش 91 عاما وتزوج مرتين وأحب (...)
أمام قاضي التحكيم في باريس قضية لا تخلو من إثارة، تتواجه فيها شركة دنماركية مع المسؤولين عن الآثار في العراق. وموضوع الخصومة هو كنز نمرود. وطبعا فإن الكنز عراقي بالكامل لكن الدنماركيين يطالبون بتنظيم معارض له في عواصم الدنيا. ما حكاية هذا الأثر (...)
في سن المراهقة، كانت تصيب لوثة الشعر أغلب العراقيات والعراقيين، فمنهم من يرعوي بعد البلوغ، بينما تمضي قلّة في ذلك الغي الجميل ويصبحون شعراء حقيقيين. ومثل غيري، كتبت في سن مبكرة خواطر ساذجة سميتها قصائد، وشجعني الوالد فأهداني أسطوانة من الحجم الكبير (...)
تسلم النائب الفرنسي جوليان أوبير مرتبه، عن الشهر الماضي، ناقصا الربع، أي أقل بما يعادل الألفي دولار. ماذا كان ذنبه لينال هذه العقوبة؟ هل زادت غياباته عن حضور الجلسات أكثر من المقبول؟ هل رفع صوته وشتم زميلا له؟ هل قام من مكانه وتماسك باليدين مع نائب (...)
لأول مرة في تاريخه، يمنع مركز بومبيدو الثقافي في باريس المراهقين الذين لم يبلغوا سن الرشد من دخول إحدى صالات معرض شامل لفنان من هذا العصر. إنه الأميركي جيف كونز. والصالة المقصودة تحتوي على صور له مع زوجته السابقة تشيشيلينا، نجمة الأفلام الإباحية في (...)
في إعلان ترويجي لها، نشرت مجلة ”الإيكو” الفرنسية صورة لصحيفة عتيقة تحمل في صدر صفحتها الأولى عنوان ”إني أتهم”. وتحت العنوان الكبير، نقرأ عنوانا أصغر جاء فيه، على سبيل الاستدراك: ”بالأحرى أنا أظن”. وتحت هذه الصورة يكتب أصحاب الإعلان: ”عدم القرار لا (...)
50 صندوقا من الكتب القديمة سافرت من القاهرة إلى بيروت لتستقر بين أيدٍ أمينة وفي عائلة تعتبر الكتاب خبزها وكفاف يومها. إنها مكتبة الأديب وديع فلسطين، جمعها على امتداد 80 عاما، ثم آثر، وقد تجاوز ال90، أن يهديها إلى تلميذته السابقة وصديقة العمر السيدة (...)
بعد مصرع حبيبها بطل الملاكمة مارسيل سيردان في حادث طائرة، عام 1949، بعثت له المغنية الفرنسية إديت بياف برسالة موجهة ”إلى معجزتي”، وكتبت على الغلاف عنوانه: ”شارع السعادة في الفردوس”. ويمكن لآخر الرومانسيين في زمننا الراهن أن يطلعوا على الرسالة (...)
حثثت الخطو نحو معهد العالم العربي مثل تلميذة مجتهدة تحب الثقافة وتسعى لملاحقة آخر تجلياتها. جلست في القاعة أنتظر ابتداء الحفل الذي دعينا إليه. إنه عرض للراقص المغربي خالد بن غريب. اسم أسمع به للمرة الأولى. ولم تكن هناك ستارة مسدلة على المسرح بل (...)
يكفي اسم الشارع لأن يحرضني على الذهاب لمشاهدة هذا المعرض الذي يدخل إليه الزائر مجاناً، ويضطر أحيانا لأن يرفع رأسه عالياً لكي يتأمل الرسوم الكاريكاتيرية الكبيرة المتدلية من السقف. اسمه ”شارع السينما”. وهو يقع تحت الأرض في مجمع ”الهال” التجاري في (...)
لعل أطفال الأمس من العرب الذين كبروا مع برنامج ”افتح يا سمسم”، يذكرون زهير الدجيلي، الشاعر الذي كتب حلقات ذلك المسلسل البديع، في بداياته، وكتب العشرات من البرامج والمسلسلات والأفلام. أما العراقيون فهم يعرفونه صاحب ”يا طيور الطايرة”، الأغنية التي (...)
كلما التقيت الشاعر والسفير صلاح ستيتية أحسست بأنني أقف أمام جبل متواضع. هو في القمة وأنا بقرب السفح. هل عرفتم الكثير من الجبال الأنيقة؟ لذلك فإنني هيأت نفسي لوليمة راقية حين تسلمت كتاب مذكراته الصادر، حديثا، عن منشورات روبير لافون في باريس.
خمسة (...)
ليس سرا أن شعبية الرئيس الفرنسي في الحضيض، والدليل ما يكتبه عنه المعلقون في صحف بلاده، لكن من غير المعهود أن يتفرغ صحافي معروف لكي يكتب نصا طويلا من نوع الخيال السياسي، يسجل فيه وقائع خروج فرنسوا هولاند من السلطة وتخليه عن مقاليد الحكم.. متى؟ في (...)