إنّ الحقّ سبحانه لا يقسم إلّا بعظيم ولتقرير عظيم، بل إنّ قسم الله تعالى في ذاته أمر عظيم عظمة لا متناهية، حتّى أنّ أعرابيّا سمع قول الله تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}، فقال: مَن ذا الّذي أغضب (...)
❊نافلة من نوافل العبادات الجليلة، بها تكفّر السيّئات مهما عظُمت، وبها تُقضى الحاجات مهما تعثّرت، وبها يُستجاب الدّعاء ويزول المرض والدّاء، وتُرفَع الدّرجات في دار الجزاء، نافلة لا يلازمها إلاّ الصّالحون، فهي دأبهم وشعارهم، وهي ملاذهم وشغلهم، تلك (...)
مرة أخرى يلزم القرآن الكريم المعاندين والمنكرين بالتفكير دليلاً وحجة وبرهانًا، رفعًا لقدر التفكير وحثا عليه، إذ يقول الحق سبحانه: {أَوَلَمْ يَتَفَكرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ (...)
أُطْلِق على الفترة الّتي سبقت الإسلام لقب الجاهلية كما هو معلوم، وقد ذكر هذا المصطلح أربع مرّات في القرآن الكريم. وقد فهم بعض النّاس خطأ أنّ الجاهلية هي الجهل، والحقّ أنّ الجاهلية شيء والجهل شيء، فأهل الجاهلية لم يكونوا جهّلاً، بل نقل عنهم الكثير من (...)
تكرّر في القرآن العظيم الأمر بالنّظر في خلق الله المبدع المعجز، ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ (...)
من المعلوم أن ثمة قضايا ومجالات لا يمكن الوصول فيها إلى الحكم القطعي النهائي، وهذه يكفي فيها الاستناد إلى الظن الغالب، كالفروع الفقهية في العلوم الشرعية وكتوقعات الأرصاد الجوية في العلوم الطبيعية مثلاً.
وفي المقابل، هناك مجالات وقضايا لا يقبل فيها (...)
نعلم أنّ تعميم الحكم بعد التجربة والملاحظة والتكرار هو سبيل صوغ القواعد والقوانين العلمية، فهو مهم لصياغة العلوم وضبطها وتطويرها، بيد أنّ تعميم الأحكام قد يكون عين الجهل وعين الظلم وعين الخطأ، خاصة ما تعلّق بالحكم على الناس وبقضاياهم الاجتماعية (...)
من الحالات التي تفسد تفكير الناس وتبلد عقولهم التي وقف عندها القرآن الكريم طويلاً سيطرة التبعية للسادة المتحكمين والكبراء المتغلبين والظلمة المتجبرين والأثرياء المتنفذين على الناس؛ لأنهم يزينون لهم الباطل فيوافقونهم عليه، ويدعونهم للضلال فيتبعونهم (...)
من أخطر الانحرافات الّتي تفسد التّفكير: اتّباع الهوى، ولن يستقيم التّفكير مع الهوى أبدًا، لأنّ متّبع الهوى متحيّز دائمًا مع هواه، فلا ينفعه عقل ولا علم، وهذا هو معنى قول العلماء: آفةُ الرأْي الهوى. فالرأي قد يكون صائبًا، لكن يميل به الهوى حيث يريد (...)
من المعلوم أنّ القرآن الكريم يقرأ على قراءات متواترة متعدّدة -تخفيفًا من الله ورحمة، وإعجازًا وتحديًّا- تختلف في نطق بعض الكلمات وتصريفها وإعرابها وغير ذلك. وتصوّروا نصًّا يقرأ بأوجه متعدّدة مختلفة كيف ستكون معانيه؟!. وهنا تتبيّن عظمة القرآن وإعجازه (...)
إذا أردنا أن نعرف ماضي أمة، فعلينا أن نقرأ تاريخها، ولكن إذا أردنا أن نعرف مستقبل أمة فعلينا أن ننظر إلى حال شبابها!، فإن كانوا في أفكارهم وأعمالهم ومبادئهم وسلوكهم وطموحهم وآمالهم وأمورهم في غالبهم على خير وفي الاتجاه الصحيح فلتهنأ الأمّة بهم.. (...)
إنّ الإنسان يرتاح لمّا يتنصّل من مسؤوليته ويحمّلها غيره، وهو بهذا يهرب من الحقيقة التي تبقى تطارده! ولكن القرآن الكريم يربّي المسلم على مواجهة الحقيقة وتحمّل نتائج أعماله وأخطائه. فأكثر النّاس إذا ما دَهَته داهية أو حلّت به مصيبة يذهب بعيدًا ليبحث (...)
إنّه لمن المؤكّد أنّه لا يشرّفنا -نحن المسلمين- أن تقوم علينا السّاعة في هذا الوقت وعلى هذه الحال!. ولا يخفى ازدياد اهتمام النّاس بالكلام على السّاعة وعلاماتها وأشراطها، ربّما بسبب الزعازع الّتي تعصف بالأمّة محنًا وفتنًا، وربّما إشباعًا لحاجة فضول (...)
كثيرًا ما يعيش الإنسان الأوهام والأحلام على أنّهما الواقع والحقائق!، فيتجاوز واقعه الحقيقي ويجهل حقيقة واقعه!. وهنا إمّا أن يتشاءم وييأس من انصلاح الحال وتحسّنها، وإمّا أن يتطبّع معها ويرضى بانحرافها، ويتسلّى عنها بتلك الأحلام الجميلة والأوهام (...)
لا شكّ أنّ من أقبح المناظر في العين أن ترى امْرءاً عليه مخايل التّديّن الظّاهريّ، وتسمع منه دمدمة بكلام الدِّين، وتراه مع هذا سيّئ الخُلق رديء السّلوك.
كثر تأفّف النّاس من هذا الصّنف، ولكن كثيرين منهم يخطئون حين يحملون الدِّين أوزارهم، ويدينون (...)
لو أردنا أن نعرّف التّديّن بعبارة موجزة مختصرة جامعة، لوجدنا هذا العنوان أصدق تعبير وأوفاه في تعريفه خشية الخالق ورحمة المخلوق. فهذان هما رُكْنَا التّدين وعنهما تتفرّع باقي المعاني الجليلة السّامية له، وهما مجمع خصاله ومنتهى أبعاده، فلا تديّن من غير (...)
من فضل الله علينا أن جعل مجرّد تلاوة القرآن الكريم عبادة يؤجر عليها المؤمن أجرًا عظيمًا، كما جاء في الحديث الشّهير: ”مَن قرأ حرفًا من كتاب الله؛ فله به حسنة. والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ”ألم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”، وهذا أجر عظيم (...)
من المظاهر الغريبة الّتي لا تخطئها عين الحاجّ وهو في ربوع الدّيار المقدّسة مجلّلا بأنوار الحجّ، غفلة الكثير من الحجّاج [والمعتمرين في عمرتهم أيضًا] عن ذِكر الله سبحانه وزُهدهم وتهاونهم وتفريطهم فيه. بدءًا من التّلبية وصولاً إلى ترك التّكبير أيّام (...)
”الدّين المعاملة”، هذه الكلمة يرددها كثير من الناس ويلهج بها كثير من الوعاظ على أنّها حديث نبوي؛ وهذا خطأ فظيع، فلا يجوز نسبة هذه الكلمة لنبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، وإن كانت جميلة في مبناها صحيحة في معناها، تشهد لها نصوص قرآنية وحديثية كثيرة، ولكن (...)
تكرّر في القرآن العظيم الكلام على حدود الله وتعظيم أمرها، فقال جلّ وعلا: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ (...)
”نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجُلِ الصّالحِ” هذا الحديث الشّريف يبيّن بوضوح حكم الإسلام على المال، فالمال ما هو إلاّ وسيلة وصلاحها متوقّف على طريقة كسبها وطريقة إنفاقها، فالصّالح مَن حرص على كسبها من حلال وإنفاقها في حلال،
وغير الصّالح لا يبالي من (...)