تشهد، بعض الأحياء القسنطينية، حالة تهميش وإقصاء، حيث أصبح سكانها يعانون من مشاكل عديدة أهمها إنعدام التهيئة الحضرية، كما أن هذه المناطق هي الأقل إستفادة من مشاريع التهيئة العمرانية لذلك سلطنا الضوء على البعض منها أملا في وضع حلول لمعاناتهم والرقي بها إلى مستوى الأحياء المتطورة· يعتبر كل من حي بن الشرقي وبوذراع صالح من الأحياء الأكثر تهميشا نتيجة لإنعدام التهيئة الحضرية بهما حيث يعيش سكان هذه الأحياء في ظل فوضى عارمة كونها لا تتوفر على طرق معبدة، وتفتقر لجل المرافق العمومية، أما بخصوص الأوساخ، فحدث ولا حرج، لأنه لا يمكن أن تتجول في تلك المناطق دون أن تصادفك القاذورات والروائح الكريهة التي تصب من كل جهة، ناهيك عن الحجارة التي أضحت ديكورا خاصا بهذين الحيين، أما من ناحية العمران، فنجد أن المساكن في وضعية مزرية، خاصة في ظل الإنتشار الكبير للبناء الفوضوي· معاناة سكان القماص لا تختلف كثيرا عن تلك التي يعيشها سكان حي بن الشرقي وبوذراع صالح حيث لا زالوا يعانون من التهميش لمدة تزيد عن 30 سنة، إذا تنتظر أزيد من 5000 عائلة دورها في الترحيل من المنازل المصنوعة بالأميونت ومضى عليها أزيد من 25 سنة ·· هذا الحي تنعدم به الإنارة والنظافة، فضلا عن إنعدام التهيئة، خاصة وأنه معروف بالإكتظاظ السكاني، ولأنه بعيد عن وسط المدينة، فإنه لا يقلق السلطات، ما هو حاصل به، هو أن البيوت الفوضوية في انتشار كبير، الأمر الذي جعله منطقة من يدخل إليها يصعب عليه الخروج منها، هذا وتعاني العديد من العائلات القاطنة بحي الزاوش من عديد المشاكل خاصة في فصل الشتاء جراء تساقط الأمطار على طرق غير معبدة وإنتشار البرك والأوحال في كل مكان، بالاضافة إلى عدم توفر الإنارة العمومية ليلا، مما أدى إلى إستياء وتذمر السكان من هذا الوضع، وما زاد من معاناتهم هو إنتشار الأوساخ في كل مكان، مما جعل حي الزاوش قبلة للحيوانات الضالة، لا سيما الكلاب، أما فيما يخص النقل، فلم يحظى سكان هذا الحي إلا بحافلتين فقط، رغم مساحته الشاسعة وعدد سكانه المعتبر·