أكدت، نادية موحيا، خلال استضافتها، أول أمس، بفضاء ''نون''، أن شقيقها الراحل الفنان عبد الله موحيا المدعو ''محند أويحيى'' لم يكن يلعب دور المثقف من خلال نشاطه في المسرح والشعر والكتابة والفلسفة، بل كان هدفه من خلال عمله الدؤوب هو إحياء الضمائر والتحسيس بضرورة إعادة المكانة المرموقة للغة الأمازيغية التي راحت ضحية الحداثة المفروضة بسبب تغلب بعض اللغات على لغة الأقليات· وإستضاف، فضاء ''نون''، أول أمس، ضمن اللقاءات الثقافية التي يحتضنها في الكثير من المناسبات، الكاتبة نادية موحيا التي قدمت كتابها ''حفل القبائل''، الذي تسرد فيه الكاتبة تفاصيل لا يعرفها غيرها عن شقيقها المسرحي والشاعر المعروف ''محند أويحيى'' الذي عمل كثيرا من أجل ترسيخ قيم اللغة الأمازيغية والدفاع عنها من خلال أعماله الفنية· وتحدثت الكاتبة عن إتقان شقيقها للعديد من اللغات الأجنبية، وكان مترجما أيضا، لكن ذلك لم يمنعه من الكفاح للحفاظ على لغته الأم التي كان يملك عنها نظرة نقدية لا يملكها غيره، وأضافت أنه كان يتأسف دائما لعدم تمكنه من تعلم اللغة العربية· وقالت المتحدثة أن الراحل لم يكن له أي اهتمام بالشهرة أو الثراء، بل كان همه الوحيد التضحية من أجل الحفاظ على اللغة الأم التي كان يعتبرها دائما الوسيلة الوحيدة لنقل الثقافة والتقاليد التي تميز منطقة القبائل، مضيفة أن هذه اللغة لا يمكن تعويضها بأي لغة لأنها اللغة الأصل التي ترتبط بالجذور والأجداد· وأضافت، موحيا، أن ''العمل'' كان كلمة شقيقها المفضلة، وأنه لم يكن يوما منطويا، بل متفتحا على مختلف الثقافات مع حرصه على الاهتمام الكبير بالثقافة الأمازيغية، مضيفة أنها لم ترد من أن تجعل من هذا الكتاب قراءة للسيرة الذاتية ل ''محند أويحيى'' ولا وسيلة من أجل مدحه، بل اعتبرت الكتاب جامعا لبعض الحقائق والتفاصيل عن حياة هذا الفنان التي لا تعرفها إلا هي باعتبارها شقيقته الوحيدة التي عاشت معه دقائق الأشهر الستة الأخيرة التي أمضاها في المستشفى قبل وفاته· للإشارة، فان عبد الله موحيا أو محند أويحيى كان كاتبا وشاعرا ومترجما وفيلسوفا، ولد في الفاتح نوفمبر سنة 1950 بعزازقة، تحصل على شهادة البكالوريا سنة 1968 والتحق بجامعة الجزائر ليدرس الرياضيات، تحصل على شهادة الليسانس سنة ,1972 والتحق بعد ذلك بمدرسة الهندسة الهيدروليكية بفرنسا سنة ,1973 إنضم هناك إلى مجموعة الدراسات الأمازيغية، نشر العديد من الأشعار والقصص والترجمات والمسرحيات، وتوفي سنة .2004