أعلنت، واشنطنوموسكو، الجمعة، التوصل إلى اتفاق تاريخي حول معاهدة ستارت جديدة لخفض الرؤوس النووية في ترسانتيهما·وعقب أشهر من المفاوضات، إتفق الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف، خلال مكالمة هاتفية الجمعة، على توقيع المعاهدة، التي ستحل محل معاهدة ستارت الأولى 1991، في الثامن أفريل في براغ· أعلن أوباما: ''بهذا الاتفاق ترسل الولاياتالمتحدةوروسيا، أكبر قوتين نوويتين في العالم، إشارة واضحة إلى أننا نعتزم تولي دور قيادي في عملية الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم''· وأضاف الرئيس الأمريكي: ''إننا بالتزامنا بتعهداتنا المدرجة في معاهدة منع الانتشار النووي، فإننا نعزز جهودنا العالمية لوقف انتشار هذه الأسلحة وضمان اضطلاع الدول الأخرى بمسؤولياتها'' ولفت إلى أن الإتفاقية تدعم الأولوية التي حددها بإعطاء ''إنطلاقة جديدة'' للعلاقات بين البلدين اللذين يقوم بينهما تعاون وثيق على صعيدي التصدي للتطرف في أفغانستان وجهود احتواء الطموحات النووية الإيرانية، وذلك بعدما تدهورت العلاقات الأمريكية الروسية في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش· وقال، أوباما، أن المعاهدة الجديدة تنص على ''تخفيض كبير'' لعدد الرؤوس والصواريخ لدى الدولتين وعلى نظام مراقبة متبادل ''قوي وفعال''· ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة ''ليست بحاجة إلى ترسانات ضخمة كهذه لحماية بلادنا وحلفائنا من أكبر خطرين نواجههما اليوم، وهما انتشار الأسلحة النووية والإرهاب''· وأوضح، وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، أن هذه الإتفاقية لا تفرض قيودا على المشاريع الأمريكية لتطوير وتحسين الدفاع الصاروخي الأمريكي، وهو موضوع بالغ الحساسية مع موسكو ومن شأنه التأثير على عملية إبرام الاتفاقية في البرلمانين الروسي والأمريكي· وفي باريس، رحب الرئيس نيكولا ساركوزي ''بحماسة'' بالاتفاقية الجديدة ورأى فيها ''إشارة مهمة جدا'' إلى الأسرة الدولية· كذلك، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ''ارتياحه'' للتوصل إلى الاتفاقية الجديدة ووصفها بأنها ''مرحلة مهمة'' على طريق قيام عالم خال من الأسلحة الذرية، داعيا الدول الأخرى التي تملك أسلحة نووية إلى أن تحذو حذو موسكووواشنطن· ولفت إلى أن توقيع ستارت الثانية ''سيعطي دفعا مهما لمؤتمر متابعة معاهدة منع الانتشار النووي'' المقرر عقده ماي في نيويورك· ونقلت، وكالة ''نوفوستي'' الروسية عن الكرملين، قوله أن المعاهدة الجديدة حول خفض ترسانتي البلدين من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية ''ستارت - ''2 التي سيوقعها الرئيسان الروسي دميتري ميدفيديف والأمريكي باراك أوباما في الثامن أفريل القادم في براغ، تنص على تقليص الرؤوس النووية الحربية إلى 1550 لدى كل من الطرفين، مما يقل بنسبة 30% عن السقف المحدد لهذه الرؤوس (1700 - 2200) في المعاهدة الروسية الأمريكية حول القدرات الإستراتيجية الهجومية المبرمة في موسكو في عام .2002 وقال، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيقولاي ماكاروف، أن المعاهدة الجديدة تستجيب كليا للمصالح الأمنية لروسيا، موضحا أن المعاهدة الجديدة تؤمن الوصول إلى مستويات جديدة للقوات النووية لكل من روسياوالولاياتالمتحدة خلال سبع سنوات· ويشكل إعلان التوصل إلى اتفاقية ستارت الثانية ثاني نجاح باهر يحققه أوباما خلال أيام قليلة، بعد مصادقة الكونغرس على مشروعه لإصلاح الضمان الصحي· وبعد توقيع المعاهدة، يتحتم إبرامها بغالبية ستين صوتا في مجلس الشيوخ الأمريكي حيث لا يسيطر الديموقراطيون وحلفاؤهم سوى على 59 مقعدا· وعارض، الجمهوريون، في الأشهر الأخيرة، كل المشاريع التي طرحها الديموقراطيون، غير أن كلينتون أشارت إلى أن ''مسائل الأمن القومي حظيت دائما بغالبية كبرى من الحزبين، ولا أرى لماذا يكون الأمر مختلفا هذه المرة''·